المنشور

في منتدى «الوسط » بشأن القائمة الانتخابية الموحدة للجمعيات السياسية المعارضة (2)… المعارضة فشلت في تحالفاتها وليس لديها مشروع وطني موحد…

أكد عدد من ممثلي الجمعيات السياسية أهمية إعادة ترميم العلاقة بين القوى المعارضة والعمل على إيجاد نوع من التوافق بين جميع الأطراف، وقالوا: «من الغباء اختزال الحراك السياسي في العمل النيابي فقط إذ يجب على القوى السياسية النظر لأبعد من ذلك».
وأضافوا أن «المعارضة فشلت فشلا ذريعا في موضوع التحالفات فيما بينها, كما فشلت في مواجهة مرحلة الاستحقاقات بسبب عدم وجود مشروع مشترك لديها ومنذ انهيار التحالف الرباعي لم تستطع أن ترسو على البر على رغم وجود تنسيق سداسي».
وقالوا في الجزء الثاني من «منتدى الوسط» بشأن «القائمة الانتخابية الموحدة للجمعيات السياسية المعارضة» إن غياب المشروع الوطني بين الجمعيات السياسية للتعاطي مع مجمل الأمور هو ما جعلها متفرقة وتعمل بشكل منفرد».
وأكدوا أهمية أن تفكر القوى السياسية بعقلية الوحدة الوطنية، وليس بعقلية ما تمتلكه من قواعد جماهيرية ودوائر انتخابية.
وقد تباينت آراء المشاركين في المنتدى في الجزء الأول منه ففي حين أكد عدد من المشاركين أن القائمة الموحدة للجمعيات السياسية المعارضة بجميع اتجاهاتها الفكرية ستساهم في وصول عدد من النواب الوطنيين ما يضفي على المجلس النيابي طابعا بعيدا عن الاصطفاف الطائفي الموجود في المجلس الحالي وقالوا: «عندما نطرح القائمة الموحدة فإننا نقوم بذلك من مبدأ حرصنا على تلاحم القوى السياسية في البلد وعلى الوحدة الوطنية».
رد المتحفظين على القائمة الانتخابية الموحدة بأنه ليس من المفترض أن تقبل القوى السياسية وخصوصا المعارضة بالتوزيع الحالي للدوائر الانتخابية وان تتحدث عن حصصها في هذه الدوائر الـ18.
وأكدوا أن ذلك يعد خطأ استراتيجيا وقالوا: «إن الدولة انتقصت من التمثيل الحقيقي للناس من خلال الدوائر الانتخابية غير العادلة».
وقد شارك في المنتدى كل من نائب رئيس كتلة «الوفاق» البرلمانية خليل المرزوق والأمين العام لجمعية المنبر الديمقراطي التقدمي حسن مدن والأمين العام لجمعية العمل الإسلامي الشيخ محمد علي المحفوظ ونائب رئيس اللجنة السياسية في جمعية التجمع القومي الديمقراطي سند محمد سند فيما اعتذر عن الحضور -لأسباب طارئة- نائب الأمين العام لجمعية العمل الديمقراطي «وعد» فؤاد سيادي.
وفيما يأتي نص الجزء الثاني من المنتدى:
* الأخ خليل المرزوق، هل انتم مع قائمة وطنية موحدة على مستوى البحرين تشارك فيها القوى المعارضة بغض النظر عن انتمائهم لأية جمعية كانت؟
– خليل المرزوق: لقد ذكرت سابقا أنني لا أملك هذا القرار ولا أعبر عن رأي «الوفاق» ولا تتحمل «الوفاق» ما سأورده من رأي…
– حسن مدن: هذا الكلام لا يجوز…
– المرزوق: إن «الوفاق» لم تناقش حتى قائمتها لكي يمكن الحديث عن تحالفات «الوفاق»، إن هذا الموضوع لم يدرس حتى الآن، لقد قلت سابقا، كان هناك خيار قائمة وطنية في 2006، ما يعني أن المبدأ موجود، وأن خيار قائمة وطنية على مستوى البحرين قائم، ولكن ما يهم هو التفاصيل وأنا لا أملك مثل هذه التفاصيل أو الإجابة عليها، هذه التفاصيل ترجع للأمانة العامة وشورى «الوفاق» وبعد ذلك مزاج الناخبين.
هناك تجربة سابقة في الدائرة السابعة في محافظة العاصمة، وهذه التجربة لها إيجابياتها وسلبياتها، والآن نحن نقيم هذه التجربة كما يقيمها الناخبون وحتى الجمعيات الأخرى تقيم هذه التجربة، كان ذلك خيار الناخبين، ولذلك على الناخبين أن يتعلموا من هذه التجربة كما نتعلم نحن، ليس من المقبول القول بأن خيار الناخبين كان موجها، يجب أن نحترم الناخبين إذ لا يمكن وصم جميع الناخبين بأنهم مسيرون، إن ذلك لا ينطبق على شعب البحرين، فالناس تستمع إلى نصائح العلماء والسياسيين وفي نهاية الأمر فإنهم من يقررون، هناك توجيهات صدرت ولم تتم الاستجابة لها.
أما موضوع أنكم أبناء هذه الدوائر وأن هذه الدوائر مغلقة على «الوفاق»، فإن ذلك يعني أن الكتلة التي رشحتها «الوفاق» هي التي فازت في الانتخابات في دوائر مختلفة وبنسب مختلفة، هذه معطيات ومؤشرات يأخذها السياسيون على أساس أن هذه الدوائر تحسب على هذا الطرف أو ذاك، أنا لم أقل إنه يجب عليكم الخروج من دوائركم.
– مدن: ولكنك قلت يجب علينا التفكير في دوائر أخرى؟
– المرزوق: دعني اسأل هذا السؤال، لو جاءت قائمة وطنية ونتجت في النهاية كتلة شيعية ولكن من جمعيات مختلفة…
– مدن: وما المشكلة في ذلك؟
– المرزوق: هل ذلك سيكسر الطائفية في المجلس؟
– مدن: طبعا، بدليل أن النواب الديمقراطيين في المجلس السابق كانوا ثلاثة نواب منهم اثنان من الطائفة الشيعية ولم يجرِ التعاطي معهم بصفتهم شيعة.
– المرزوق: لماذا إذا لا يقال عن السلف والإخوان والمستقلين السنة إن تركيبتهم طائفية، عندما ندخل بقائمة وطنية جميعها من الطائفة الشيعية حتى وإن كانت بتوجهات إسلامية أو غير إسلامية، فتبقى المسألة الطائفية موجودة.

——————————————————————————–
دعم الديمقراطيين في 2006
* ولكن حتى لو افترضنا أن من سيصل إلى المجلس من هذه القائمة جميعهم من الطائفة الشيعية ولا يوجد أي نائب سني فإن هذه القائمة ستمثل أغلب أطياف المجتمع البحريني وليس جمعية «الوفاق» فقط؟
– سند محمد سند: أولا سأعقب على ما طرحه الأخ خليل بخصوص تجربة القائمة الموحدة في انتخابات 2006، لم تكن هناك قائمة موحدة في 2006، وهذه أول مرة أسمع فيها هذا الكلام، كان هناك دعم للنائب عزيز أبل كونه شخصية لها شعبيتها وكونه أيضا رئيس المؤتمر الدستوري.
في الأطراف الرباعية كان هناك بحث عن هذا الموضوع ولكن لم يتم التوصل إلى أي نتيجة…
– المرزوق: ألا يحسب دعمنا الواضح والعلني لعدد من المرشحين الديمقراطيين؟
– سند: انتم في «الوفاق» قررتم دعم بعض المرشحين الديمقراطيين، ولكن هناك فرق بين دعم عدد من المرشحين وأن تكون هناك قائمة موحدة متفق عليها من قبل الجميع، هذه القائمة يجب أن يسبقها الاتفاق على المبادئ العامة للبرامج الانتخابية واجتماعات تنسيقيه مشتركة بين الجمعيات السياسية للاتفاق على هذه القائمة.
الجانب الآخر هو أننا اليوم أمام هذا الفرز الطائفي وهذه السلبيات العميقة التي تأصلت في الوطن ككل وأمام هذا الفساد المستشري فإنه يجب علينا التفكير بعقلية الوحدة الوطنية، ولمعالجة هذه الأمور فإن الجمعيات السياسية طرحت موضوع القائمة الموحدة، ولذلك عدة أسباب من أهمها مساعدة «الوفاق» في إزالة هذه الصبغة الطائفية عنها، فبالفعل يمكن للوفاق أن تتجاوز هذه المشكلة إذا دخلت مع القوى السياسية الأخرى في تحالف وطني وقائمة وطنية موحدة ومشروع موحد، هناك فرق بين الدخول من خلال قوى سياسية أو الدخول بطيف سياسي محسوب على الطائفة الشيعية.
* ولكن ما نلاحظه الآن على الساحة هو بدلا عن الحديث عن قائمة انتخابية موحدة هناك تبادل للتهم وهجوم كل طرف على الآخر، فقد رد الأخ خليل المرزوق على الملاحظات التي قيلت عن أداء المجلس النيابي بأن هناك ثلاثة أطراف تسعى إلى تقويض تجربة «الوفاق» وهي القوى المقاطعة للانتخابات والنواب السابقون الذين لم ينجحوا في انتخابات 2006 ومن لم يحالفهم الحظ في الدخول إلأى البرلمان أي المرشحون الذين لم يستطيعوا الوصول إلى البرلمان، ألا يعني ذلك بطريقة أخرى التهجم على جميع الحلفاء الحاليين للوفاق؟
– المرزوق: لكي نكون أكثر دقة، إن ما قلته هو «أن من يريد أن يبخس انجازات الوفاق وحراكها -بغض النظر عن صلاحيات المجلس إذ كان هناك حراك أدى إلى إنجاز- وقد أورت أدلة على أن هناك من قلل مما قامت به كتلة «الوفاق» في المجلس وقلت إن هذه التوجهات تأتي من هذا الباب. أنا لم أتهجم على القائمة الموحدة ولم أدعُ الناس إلى انتخاب أو عدم انتخاب القوى الأخرى، إنما الموضوع هو أنني وبصفتي نائب رئيس كتلة «الوفاق» والناطق الرسمي للكتلة أكدت أن الكتلة تحركت وأنتجت وهناك أطراف تبخس هذا الحراك وتجعل محصلته صفرا، كان من مسئوليتي الدفاع عن هذا الحراك؟
* وهل يمكن اعتبار ذلك بداية للحرب الانتخابية ؟
– المرزوق: لا وإنما ذلك لتوضيح الخطأ والدفاع عن ما قمنا به من حراك، أنا لا أفهم من قول القوى المقاطعة أن جميع إنجازات كتلة «الوفاق» صفر، إلا أنها تريد أن ترسخ فكرة أن المشاركة في هذا البرلمان لا تنتج شيئا، مجرد أن تعترف المقاطعة أن هناك عددا من الإنجازات فإن ذلك يخلخل موقفها، كما قلت أيضا أن السلطة لا تريد من الناس المشاركة في الانتخابات وإن هي أرادت ذلك فإنها تريد مشاركة ضعيفة، ولذلك فهي لا تريد لهذا المجلس أن يحصل على إنجازات كما تريد للناس أن تقتنع بأن هناك إنجازات لكي لا يكون هناك زخما انتخابيا، لقد انتقدت موقف البعض من منطلق موضوعي وعن إنجازات كتلة «الوفاق» ولم أتحدث عن الانتخابات المقبلة فليس لي علاقة بها.

——————————————————————————–
إنجازات المجلس
– الشيخ محمد علي المحفوظ: قبل الحديث عن التحالف أود أن أعلق بشأن إنجازات المجلس، فالمجلس النيابي ليس هو «الوفاق» أو الأصالة أو غيرها، نحن لدينا اليوم مجلس نيابي مشكل من 80 شخصا وأي نجاح لا يمكن إلغاء دور الآخرين فيه، من المعروف أنه لا يمكن لأية كتلة من الكتل أن تحقق لوحدها نجاحا معينا، حتى أن مجلس الشورى يجب أن يشرك في هذا النجاح بسبب أن أي اقتراح يجب أن يمر أيضا عبر مجلس الشورى.
عندما نتحدث عن أداء المجلس النيابي فإننا لا نعني أداء كتلة «الوفاق» ولذلك لا يجب أن تأخذ كتلة «الوفاق» هذا الأمر بحساسية كبيرة، فأي نجاحات تتحدثون عنها يجب أن تشركوا الآخرين فيها بما في ذلك مجلس الشورى المعين.
الأمر الآخر هو أنه لا أحد منا يتحدث بغير إنصاف وبغير واقعية، فأكثر شخص تحدث عن أن «إنجاز المجلس صفر» هو رئيس كتلة «الوفاق» الشيخ علي سلمان، وعلى رغم جميع انتقاداتي لأداء المجلس إلا أنني لم أقل أبدا إن إنجازه صفر.
– المرزوق: لقد قال الشيخ علي سلمان ذلك في نهاية الدور الأول من الانعقاد وأنت شخصيا حضرت المؤتمر التنظيمي عندما تحدث الشيخ علي سلمان عن إنجازات الكتلة، فلماذا تركز على ما قاله الشيخ في نهاية الدور الأول من الانعقاد وتتجاهل ما ذكره في المؤتمر التنظيمي؟
– المحفوظ: في المفاصل التي كان يجب علينا شكر المجلس النيابي فيها قمنا بذلك، كما أشدنا بالمواقف الجيدة التي وقف فيها المجلس مواقف مشرفة وذلك موجود في وسائل الإعلام.
ما يخص التحالف وبغض النظر عن موقفنا من المشاركة فإن ذلك لا يلمع صورة المجلس النيابي ولا يضفي عليه الشرعية، إذ إن موضوع التحالف يرتبط بموضوع المعارضة بشكل عام، إن اختزال العملية السياسية في المجلس النيابي هي حالة من الغباء بسبب أن المجلس النيابي اليوم تدور حوله حالة من التجاذبات الكبيرة فالجميع يؤكد بمن فيهم الموالاة داخل المجلس أن هذا المجلس من دون مستوى الطموح، المهم في هذا الموضوع أن المعارضة ومنذ انهيار التحالف الرباعي لم تستطع أن ترسو على البر على رغم وجود تنسيق سداسي، إن المعارضة فشلت فشلا ذريعا في هذا الجانب، كما فشلت المعارضة في مواجهة مرحلة الاستحقاقات إذ لم يكن لديها مشروع مشترك، لو كان هناك مشروع مشترك لاستوجب ذلك دراسة هذا المشروع، إن ما حصل هو أن كل طرف أصبح لوحده، حتى في مسألة القائمة الموحدة التي يتحدث عنها المرزوق لم تكن بشكل واضح، كانت هناك عروض تقدم، حتى عندما عرض عليّ الترشح رفضت ذلك وقلت لهم إن بيننا تحالف فما هو الأساس الذي بني عليه هذا التحالف وحتى العرض الذي قدم لي كان مشروطا بخروجي من الدائرة التي أسكن فيها (أي بني جمرة) وأترشح في دائرة أخرى (دائرة سار)، كما أن العرض الذي قدم إلى النائب عزيز أبل صدر بقرار وطلب منه الترشح في الماحوز بدلا عن سار بسبب أنه من الأفضل أن يكون بعيدا عن الوهج، إن أرادت «الوفاق» أن تنجح شخصا يمكنها ذلك ولكن المشكلة ليست في من تختاره أو تقدم له عرضا، إذ إننا لسنا في مجلس معين ليتم الأمر بهذا الأسلوب، كما أنه لا يجب أن يكون العرض ضمن شروط معينة، ومع ذلك أرى أنه لا يجب الضغط على «الوفاق» لكي تتخلى عن بعض دوائرها، فـ»الوفاق» مشكلة من مجموعة من القوى بحيث لا تستطيع أن تحسم أمورها، وذلك ما خلخل التحالف الرباعي، ولنكن واقعيين، إن التحالف الرباعي الذي كان موجودا أراد وحاول أن يبقي هذا التناسق موجودا ولكن لم نتمكن من ذلك، إن هذا الأمر طرح في جلسات رسمية، هناك طرح بأنه يجب على كل جمعية أن تحاول الوصول إلى المجلس النيابي وبعد ذلك يمكن الحديث عن كتلة نيابية وطنية، إن هذا الطرح غير مجدٍ تماما.
أحد أخطاء الحركة السياسية في البحرين والتحالف الرباعي هو اعتبار العمل السياسي محصورا في المجلس النيابي على رغم معرفتهم أن مشاركتهم في البرلمان محدودة، لقد فرط الجميع في قوى تحالفية وحتى المؤتمر الدستوري انتهى بعد أن دفعت عليه مصاريف كبيرة وبذل فيه جهد كبير، لقد انهار كل ذلك بسبب أن البرنامج الوطني ليس موجودا.
كان من المهم الحفاظ على التجارب السابقة وعدم التفريط بها ومن يريد أن يشارك أو يقاطع الانتخابات فليكن له ذلك دون وجود حالة من العداء بين الأطراف المشاركة والأطراف المقاطعة، إن المجلس النيابي ليس هو كل العملية السياسية، أنا قريب من «الوفاق» وقريب من المنبر التقدمي ومن التجمع القومي ومن «وعد»، بغض النظر عن التباينات الموجودة، لقد أوجد التحالف حالة من العلاقة الودية والشخصية وانهار كل ذلك لعدم وجود مشروع مشترك، إن التحالف ليس توزيع مقاعد وإنما هو مشروع، يجب أن يكون لدى المعارضة بغض النظر عمن يدخل المجلس أو يبقى خارجا مشروعا وطنيا كبيرا يبدأ من التعديلات الدستورية وتندرج بعده الملفات الأخرى، كما يجب أن تكون هناك مواقف مشتركة وإن من يقوم بتسيير الملفات هو التحالف وليس الجمعيات، إن أية حركة أو جمعية مهما قويت ستبقى لوحدها ضعيفة، اختزال المعارضة في عدد من النواب خطأ كبير، نحن لسنا مثل الكويت، فالكويت متقدمة علينا في العمل البرلماني ولكننا متقدمون عليهم في العمل السياسي فلدينا تجارب وحركة سياسية منذ أكثر من 75 عاما.
من الجيد أن تسلط صحيفة «الوسط» الضوء على هذا الجانب المهم حتى نبرز جوانب أكبر ولذلك أنا طرحت مسألة الدراسة المعمقة للواقع، ليس من المفترض أن تتباحث المعارضة في عدد المقاعد التي يمكن أن تحصل عليها من خلال «الوفاق» لكي تكون هناك معارضة وطنية يجب أن يكون طرح المشروع المشترك أولا.

——————————————————————————–
المشروع الموحد للمعارضة
* ولكن ما هي النتائج المتوقعة لفشل الوصول إلى قائمة موحدة وهل يهدد ذلك التحالف بين الجمعيات الست؟
– المحفوظ: أرى أنه يجب طرح المشروع المشترك قبل الحديث عن القائمة الموحدة، يجب إعادة ترميم العلاقة بين القوى المعارضة كما يجب العمل على إيجاد نوع من التوافق بين جميع الأطراف، من الظلم اختزال التحالف بين القوى المعارضة في التحالف الانتخابي فقط بسبب أن القوى المعارضة يجب أن تنظر إلى البعيد.
* دكتور حسن مدن، هل ترى إمكانية انهيار التحالف السداسي كما حدث للتحالف الرباعي والمؤتمر الدستوري في حالة إصرار «الوفاق» على موقفها من استبعاد القوى المتحالفة معها من الاستحقاقات الانتخابية؟
– مدن: أرى أن كلمة «التحالف السداسي» مبالغ فيها ففي واقع الأمر لا يوجد تحالف بمعنى هذه الكلمة، ما هو موجود هو مجرد تنسيق.
* ولكن ألن يتأثر هذا التنسيق ويختفي أو يتحول لحالة من التشنج في العلاقة بين الجمعيات السياسية؟
– المرزوق: لا أعتقد بأن طرح هذه الأسئلة وتوجيهها بحيث تصب في جانب علاقة الجمعيات السياسية من خلال الاستحقاقات الانتخابية موفقة.
* ولكن بدأت تظهر على السطح بعض الحساسيات والانتقادات لموقف «الوفاق» من ذلك؟
– مدن: لو كان هناك تحالف لما احتجنا لهذه الندوة لنناقش موضوع القائمة الموحدة، هناك أشكال من التنسيق ضرورية للتواصل بين الجمعيات لطرح بعض الملفات، أعتقد بأن هناك دائما حاجة لمثل هذه الأطر، من دون أن نقلل من موضوع هذه الندوة وأهميتها وأتمنى من الأخ خليل والإخوة في «الوفاق» أن يتسع صدرهم للملاحظات والانتقادات التي توجه للمجلس، عندما نتحدث عن أداء المجلس فإن هذه الملاحظات ليست موجهة لهم بشكل خاص، وإن تحدثنا عن أداء «الوفاق» -وهذا أمر صحي بين شركاء العمل السياسي- فيجب أن تكون صدورنا واسعة وأن لا نستدعي كل هذا الاستنفار لأن العمل السياسي معقد جدا وتطرح من خلاله العديد من القضايا التي من الممكن أن نختلف حولها، ذلك ما نتأمل فيه وما عرفناه في علاقتنا المديدة مع الإخوة في «الوفاق» والشيخ علي سلمان ونتمنى أن يستمر هذا النهج.

——————————————————————————–
قائمة الديمقراطيين
* في حالة عدم التوصل إلى قائمة موحدة تضم جميع الجمعيات السياسية المعارضة هل هناك توجه لتشكيل قائمة موحدة للتيار الديمقراطي ولماذا تطالبون «الوفاق» بهذه القائمة في حين أنكم لم تتفقوا على قائمة موحدة بينكم؟
– مدن: نحن في المنبر التقدمي ندعوا إلى مثل هذه القائمة وهذه الفكرة ليست وليدة اليوم وإنما هي قديمة، نحن نقول إن على التيار الديمقراطي أن يوحد صفوفه وقواه ويطرح برنامجه ورؤيته المستقلة ليس على قاعدة الخلاف مع «الوفاق» أو العمل الإسلامي أو غيرهم من شركائنا في العمل السياسي والنضالي الذي نتفق معهم من خلاله في أمور كثيرة، يجب أن نلاحظ أن المعارضة مكونة الآن من طيفين أساسيين طيف التيار الديمقراطي والطيف الإسلامي.
هناك مشتركات كثيرة بين التيار الديمقراطي وهذه المشتركات طويلة وقديمة ولم يجري صونها للأسف الشديد وإنما ضاعت في خضم الحراك والاستقطاب الذي شاهدناه منذ العام 2002.
من الواضح من خلال هذه الندوة أن القائمة الموحدة التي تضم الإسلاميين والعلمانيين المعارضين ليست واقعية -هذا ما فهمته أنا على الأقل- لذلك على التيار الديمقراطي أن يوحد قواه وأن يطرح برنامجه ويعمل على تنمية قواه بالتدريج، ليس المطلوب منا الآن أن نضاهي «الوفاق» في القوة الجماهيرية، فـ»الوفاق» تعمل بآليات أخرى مختلفة تماما عن آليات عملنا وحتى المقارنة لا تجوز ولا تصح لا سياسيا ولا اجتماعيا، ولذلك يجب أن نعمل وفق قوانا برغبة وروح التعاون والتنسيق وحتى التحالف مع أي قوى أخرى تتفق معنا في برامجنا.
من وجهة نظري ووجهة نظر المنبر الديمقراطي التقدمي إن ما هو أكثر جدوى وواقعية هو وجود قائمة للتيار الديمقراطي تبحث عن أشكال التنسيق مع جمعية «الوفاق» وجمعية العمل الإسلامي والشخصيات الوطنية أو أي قوى أخرى موجودة في المجتمع والتي بوسعها أن تمد يدها لهذا التيار.
* قلت أن هذه الفكرة لم تكن وليدة اليوم فما الذي منع التيار الديمقراطي من تشكيل قائمة موحدة في الانتخابات السابقة وهل هناك تنسيق يجري الآن لتشكيل هذه القائمة لانتخابات 2010؟
– مدن: نحن ندعوا إلى ذلك ونطرح هذه الفكرة للنقاش، وهناك شخصيات وتيارات ليبرالية ربما لا تتفق مع «الوفاق» مثلا وقد تلتقي معنا في بعض الأمور، قد تختلف معنا في البرنامج السياسي ولكن قد تتفق معنا في بعض الجوانب الاجتماعية، لدى التيار الديمقراطي إمكانيات لا يستثمرها وأرى أن هذه الفكرة صحيحة وقائمة، وأكرر أنه ليس الهدف من بناء التيار الديمقراطي أن يكون موجها ضد التيارات الإسلامية، إذ ليست هذه أولوياتنا أو هدفنا بل العكس نحن مع تعظيم القواسم المشتركة مع «الوفاق» ومع العمل الإسلامي وغيرها من القوى المناضلة ولكن على قاعدة استقلالية التيار الديمقراطي واستقلالية مواقفه ورؤيته.
– المحفوظ: لن أتحدث عن الانتخابات فموقفي واضح منها، فالمجلس النيابي أحد معالم الظلم للشعب البحريني وإن هذا الشعب الذي ضحى كثيرا يستحق أكثر من هذا المجلس، إن الصحافة لاتزال متفوقة على المجلس النيابي من خلال حراكها حتى أن الصحافة استطاعت أن تجمع القوى المتناقضة في حين أن المجلس لم يستطع أن يجمع أبسط الأشياء.
أرى أنه يوجد أمل في وجود معارضة عاقلة تجمع كل الأطراف، لقد نجحت المعارضة في إقامة تحالفات في أوقات سابقة ونجحت في إيجاد تواصل في فترات معينة، ولكنها في حاجة لبعض التواضع وبحاجة إلى التعقل والخروج من حالة المشاطرات والمزايدات، إن لدى المعارضة القدرة والوقت ولكنها بحاجة إلى الاستماع لبعضها بعضا بغض النظر عما تملكه من قواعد جماهيرية لأن التجارب قد أثبتت أنه لا تستطيع لا الطائفة الشيعية ولا الطائفة السنية ولا العلمانيون قيادة وطن لوحدها، المعارضة تحتاج إلى كل شخص ولذلك أقول للدكتور حسن مدن إن هناك أملا وأنا أطرح ذلك ليس من باب المزايدات ولكن من خلال تجربتي أجد أننا نستطيع أن نصل إلى تحالف جدي.
– المرزوق: سأنطلق من الإيجابية التي تفضل بها سماحة الشيخ المحفوظ وهي أن إجمال القوى سياسية والعمل السياسي في البحرين على انه استحقاق للمقاعد النيابية ليس صحيحا وأتفق معه على أن مستوى الصلاحيات لهذا المجلس ليس على مستوى استحقاقات شعب البحرين.
نحن نحتاج إلى حوار بيننا بعيدا عن الصحافة، فهذا الحوار يتطلب الحديث عن استراتيجية المعارضة وتحالفاتها واستحقاقاتها بالإضافة إلى أمور تفصيلية ومقدمات هذا التحالف وإن كان سينتقل إلى الشق الانتخابي فمن الطبيعي جدا أن لا يتم ذلك من خلال الصحافة، إن التنسيق والتحالف متروك للجمعيات وهي من تقود العملية ويجب أن تقود العملية بعيدا عن التعاطي الإعلامي لكي لا يولد هذا الضغط والضغط المضاد لأن ذلك سيؤثر بشكل سلبي على الجماهير المختلفة -ولا أحتكر الجماهير للوفاق فقط- إن ذلك سيولد ضغطا وشحنا لدى هذه الجماهير في حين أن الحوار البيني بين الجمعيات السياسية بعيدا عن التعاطي الإعلامي يمكن أن يوصل إلى نتيجة تتفق عليها القوى السياسية لتحصين العمل السياسي وصيانته. نحن في «الوفاق» قلنا إن المشاركة هي أداة من أدوات العمل السياسي ولم نختزل الحراك السياسي في المجلس وهناك ملفات نتحرك فيها سياسيا ونيابيا وحتى خارجيا، ولذلك فإن جميع القضايا التي تثار حاليا في الإعلام هي حالة استباقية قد تكون معيقة لأي تفاهمات أكثر من أنها قد تخدمها.
إنني أترك القرارات لأصحابها سواء في الجمعيات السياسية أو في «الوفاق».
* نحن نحاول أن ندفع باتجاه التحالف وليس إعاقته ولذلك نضغط في هذا الاتجاه وإن كان الأمر أتى سابقا لأوانه فإنه أفضل من أن يأتي متأخرا؟
– المرزوق: ذلك يعتمد على طريقة طرح الموضوع كما أنني أفضل أن يكون طرح هذا الموضوع بين الجمعيات بعيدا عن الإعلام.
* وهل يعني ذلك أن الباب مازال مفتوحا للدخول في تفاهمات بينكم وبين الجمعيات السياسية الأخرى؟
– المرزوق: لم يقم أحد بقفل الباب وقلت سابقا إن هذه القرارات التفصيلة ترجع للأمانة العامة وأنا أتحدث هنا برؤى تحليلية شخصية لا تعبر عن الأمانة ولا تلزمها.
– سند: كما ذكر الشيخ المحفوظ، فإن غياب المشروع الوطني بين الجمعيات السياسية للتعاطي مع مجمل الأمور هو ما يجعلنا متفرقين، لو كان المشروع الوطني موجودا ومتفقا عليه بين مختلف التيارات السياسية لتجاوزنا مرحلة التنسيق بين الجمعيات السياسية، ما هو موجود هو شكل من أشكال التنسيق ولم يرقَ إلى التنسيق الشامل للأسف الشديد، كنا نطمح بأن يرتقي التحالف الرباعي إلى أن نصل إلى هذا المشروع الذي يتحدث عنه الشيخ المحفوظ.
أما ما يتصل بقضية الاستحقاقات والقائمة الوطنية فإنه يجب على القوى السياسية ككل إسلامية وعلمانية أن تفكر بعقلية الوحدة الوطنية، وأن لا تفكر بعقلية أنها تمتلك دوائر معينة، يجب التفكير بالوطن ككل.

——————————————————————————–
مقتطفات من الجزء الأول للمنتدى:

المحفوظ:
– لو كان الوضع السياسي الموجود الآن طبيعيا وسليما, لكان من الطبيعي أن يتجه الحديث عن تحالفات القوى السياسية.
– المجلس النيابي ليس في المستوى المطلوب وليس على مستوى الطموح, ولا يستطيع أن يقدم شيئا, أنا اعتبرت هذا المجلس «مجلس شورى منتخب».
– القوى المعارضة تحتاج إلى دراسة معمقة وجادة للخروج برؤية واضحة إلى الناس.

——————————————————————————–
المرزوق:
– الأمانة العامة هي من سيحدد مساحة المشاركة واختيار المرشحين والتحالفات التي يمكن أن تكون في حالة المشاركة.
– الحديث عن قائمة انتخابية في 18 دائرة فقط يعني الاستسلام لهذه القسمة غير العادلة وكأننا مستسلمون للدولة بأن يكون حظ المعرضة لا يتعدى 18 مقعدا في البرلمان ولا يجب الحديث عن زيادة هذا العدد.
– على من يقول بعدم شرعية المجلس أن يحسم أمره, ولا يكون بين البينيين, بين عدم الشرعية و في نفس الوقت يحاول أن يدخل العملية الانتخابية.

——————————————————————————–
مدن:
– من مصلحة القوى السياسية أن توسع دائرة المشاركة وأن تدعوا الجماهير للمشاركة بهدف أن يكون المجلس المقبل أكثر تعبيرا عن مكونات المجتمع البحريني المختلفة.
– موقفنا ليس مرهونا بموقف «الوفاق» شاركت أم لم تشارك دعمت أم لم تدعم, نحن نريد أن نعتمد على قوانا وبرنامجنا ورؤيتنا وليس مهما عدد الأصوات أو المقاعد التي نحصل عليها.
– أرجو أن لا يفهم وفي أي حال من الأحوال أن جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي تستجدي أو تطلب من «الوفاق» أي مقعد.

——————————————————————————–
سند:
– انتخابات 2010 ستكون بداية لتغيير مقبل من حيث حجم المشاركة ونوعيتها.
– نحن لا نستجدي أي قوى أخرى لتكافئنا لأننا اتخذنا مواقف وطنية, فنحن لسنا متحمسين جدا للدخول في هذا المجلس.
– إذا اتفقت القوى السياسية على صيغة معينة من خلال تحالف سياسي معين للدخول فإن ذلك سيكون جيدا.

صحيفة الوسط
جميل المحاري
3 اغسطس 2009