المنشور

لا نتحمل مسؤولين في الوزارات «خلقهم ضيق»

اكثر ما يجعل الفرد يكره ان يراجع بعض الدوائر الحكومية هي البيروقراطية الموجودة فيها، ولكن تعوّد البعض عليها، ولكن لن يقبل الناس ان تزيد من الثقل عليهم، فقد يتجاوزن عن هذه البيروقراطية ويتحملوها قليلاً، لأنهم ينظروا الى بصيص أمل ينتشل بعض الجهات الحكومية من هذا الوحل، ولكن الادهى من البيروقراطية والذي لن يتحمله الناس، هو ان بعض المسؤولين او المديرون في الوزارات لا يمكن التفاهم معهم ولا التعاطي معهم «خلقهم ضيق، مزاج حاد، لباقة في الكلام معدومة…»، هذا الامر أشد وطئة من البيروقراطية. وترد عبر السلطة الرابعة «الصحافة» الكثير من القضايا، وربما قد لا يتم التعاطي معها بشكل جدي، ولكن احببت ان أسلط الضوء على هذا الملف، حتى نستطيع ان نصل برسالتنا الى هذه الفئة من المسؤولين، فإذا كانوا يحتاجون الى دروس في التعامل مع المراجعين، فإننا بدورنا سوف نسعى جاهدين لتقديم اقتراحاتنا الى وزاراتهم لتخصيص ساعتين من الدوام الرسمي وتخصيصها لدروس فن الذوق والتعامل مع المراجعين. فمدير في وزارة البلديات عندما يخاطب مستثمراً ما بينه وبين الوزارة عقد مبرم، فإن ما يعنيه هو ما في العقد نفسه، بدلا من ان يطلق توصيفاته «الظريفة» على الاستثمار أو ما هو موجود عند المستثمر، وإذا أراد ان يقابل أحد من المراجعين فإن عليه ان يقابله ويستمع الى شكواه منفردا دون وجود مراجعين آخرين او موظفين من مختلف المشارب «يتمجلسون عنده لشرب الشاي». هناك الكثير من المواقف التي نحتاج الى مقالات طويلة بل صفحات لسردها، ولكن إذا استمرت المواقف فإن الصحافة كفيلة ان توصل برسائلها الى من يعنيه الامر، من اجل وضع يد الوزارات والمسؤولين الذين يتوقون الى المصلحة العامة على الجرح ومكامن الخلل.
 
صحيفة الايام
22 يونيو 2009