المنشور

الفال للبحرينية

هذا هو لسان حال الفائزات الكويتيات في انتخابات مجلس الامة، والتي شكل وصول 4 نساء الى المقاعد الخضراء في مجلس الامة مفاجأة كبيرة للمتابعين. وخلال زيارتي للكويت بدعوة من السفارة الكويتية كتبت خبرا مسبقاً توقعت فيه بحسب ما تمخض من آراء المراقبين فوز امرأتين على الاكثر، ولكن جاءت النتيجة مغايرة لهذه التوقعات، فقد قفزت المراة عن توقعات المراقبين الى الضعف، ووصلت 4 نساء بكل جدارة الى مجلس الامة الكويتي بعد اربع سنوات فقط من اعطاء المرأة الكويتية حقها السياسي في الترشح والانتخاب. المؤشرات كانت مؤكدة بان المراة في هذه الانتخابات ستكون رقما صعباً، ولهذا استشعر بعض الاسلامويون هذا الامر، فلجأوا الى الفتاوى التضليلية التي تحرم على الناخب التصويت للمرأة. وعلى الرغم من هذه الفتاوى التضليلية، كان الناخب الكويتي واع بدرجة كبيرة، ولم يجد معه هذا الاسلوب نتيجة للخبرة السياسية التي اكتسبها الناخب الكويتي والذي ذهب 13 مرة للإدلاء بالتصويت لانتخاب من يمثلون الامة. البحرينيون كانوا من أكثر المهتمين للانتخابات الكويتية، حيث شارك وفد من جمعية الوفاق «100 شخص»، ومن جمعية العمل الوطني الديمقراطي 20 شخصاً، ووفد آخر من جمعيتي العمل الاسلامي ومراقبة حقوق الانسان الشفافية البحرينية، في الانتخابات الكويتية للاطلاع على هذه التجربة. ويرجع سبب اهتمام البحرينيين بهذه الانتخابات الى الموروث الاجتماعي المشترك الذي يجمع البلدين فضلاً عن القرب الجغرافي. التقيت في خضم المعركة الانتخابية بعدد من المترشحات الكويتيات، وكان لسان حالهن «الفال للبحرينية» في ان تصل الى قبة البرلمان البحريني لتوازي نظيرتها الكويتية، وإذا استمر الحال في تشكيل الكتل الايمانية فقد لا نجد امرأة تصل بمنافسة إلى كرسي البرلمان. خلافاً للحالة الكويتية فإن النساء الكويتيات جميعاً ترشحن مستقلات، فلم تحتوي اية قائمة اسلامية أو ليبرالية على إمراة، بل كانت نسياً منسياً من هذه القوائم، وهذا يدل على ان اجندة الاسلاميين وحتى الليبراليين كما اشارت عضو مجلس الامة سلوى الجسار خلال حديثها لـ «الأيام» غير واضحة بالنسبة للمرأة. الانتخابات البحرينية تبقى عليها ما يقارب 17 شهراً، وما زال الامل يحدوا بنا ان نرى نساء على قوائم القوى السياسية حتى يتمكن من الوصول الى البرلمان.
 
صحيفة الايام
1 يونيو 2009