المنشور

عيد العمال العالمي

احتفل عمال البحرين اسوة بعمال العالم بالاول من مايو بعيد العمال العالمي، وفي هذه المناسبة المجيدة كانت مسيرة عمالنا تجوب شوارع المنامة وهم في غاية البهجة والفرح والتضامن مع الطبقة الكادحة أينما كانت صانعة الحياة والحضارة والانجازات والثروة والتقدم في سبيل حياة افضل، بعيدة عن الاستغلال والتعسف والاضطهاد ومن اجل قوانين عمل عادلة تضمن الحريات النقابية والديمقراطية في الهيئات النقابية، والاجور العادلة وحرية الاضراب وساعات عمل لا تتجاوز الثماني ساعات في اليوم، وكذلك تحسين ظروف العمل وشروط الصحة والسلامة المهنية وانصاف المرأة العاملة. عمال البحرين منذ بداية المشروع الاصلاحي يعيشون اوضاعاً عمالية ونقابية جديدة، هم في الاساس ناضلوا من اجلها طيلة عقود من الزمن واليوم بدأوا يحصدون ثمار هذه النضالات. عمال البحرين الذين ساهموا بفعالية ولا زالوا في تنمية وتقدم وازدهار هذا الوطن كانت شعاراتهم في هذا العرس العمالي الجميل تطالب بتكريس الوحدة العمالية وبمكافحة الفساد وحماية اموال العمال في التأمينات الاجتماعية والتصديق على الاتفاقيات ومعايير العمل الدولية، بما يكفل العدالة الاجتماعية والمطالبة بحرية العمل النقابي في القطاع الحكومي، وتوحيد المزايا في القطاع الحكومي والخاص والعساكر طبقا لأفضلها وذلك تماشياً مع توجهات سمو ولي العهد، ومن بين هذه الشعارات ايضا العمل النقابي ونبذ الطائفية والتأكيد على قانون الاحوال الشخصية الموحد لحياة اسرية افضل، ووقف العقود المؤقتة والفصل التعسفي على اثر تداعيات الازمة الاقتصادية العالمية، كل هذه المطالب لا يجب ان نلتزم الصمت حيالها؛ لأنها ركيزة هامة للاستقرار العمالي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي.. وبالتالي التفاعل معها على صعيد القطاعين الحكومي والخاص يعطي دافعاً قوياً لكافة اشكال التنمية. والشيء الآخر الذي يجب الا يغيب عن بالنا هو ان الوضع المعيشي المتدهور اليوم يضعنا امام مسؤولية كبرى، وخاصة فيما يتصل بالاجور المتدنية التي لا تنسجم ولا تتناسب وارتفاع الاسعار الجنوني وبالتالي فإذا كان تحسين الاجور من المطالب العمالية الملحة، فإن ربطها بالاسعار وتحريكها بشكل دوري وخاصة اجور ذوي الدخل المحدود وصغار الكسبة وكذلك رفع الحد الادنى لهذه الاجور بما يكفل العيش اللائق اهم الخطوات لهذا الاستقرار. ومع تقديرنا لكافة الانجازات والمكاسب العمالية التي تحققت مع تنفيذ اصلاح سوق العمل، وخاصة على مستوى تحسين الانتاجية وكفاءة البحريني والتأمين ضد البطالة، فإن معدلات البطالة اليوم لاتزال مقلقة.. أين يقع الخلل هناك 8343 وظيفة شاغرة لماذا لا تستوعب هذه الوظائف العاطلين عن العمل؟ والاكثر من ذلك ان هذه البيانات والاحصاءات تؤكد وجود (300) جامعي عاطل عن العمل!! لماذا كل هذه المفارقات مادام هناك وظائف شاغرة؟ ام ان الخلل يبرهن على عدم تعاون القطاع الخاص في حل هذه المشكلة بالشكل المطلوب او في الاثنين معاً اوربما في العاطلين عن العمل. ومع ذلك، ليس من الصواب ان نقلل من اهمية مشروع اصلاح سوق العمل وكذلك الحال بالنسبة لوزارة العمل التي تسعى للحد من هذه المشكلة. على العموم، في هذه المناسبة السعيدة لا يسعنا الا ان نقول: التحية والتقدير لعمال ومستخدمي البحرين ولكل عمال العالم الذين ناضلوا ويناضلون من اجل حياة حرة كريمة يسودها العدل والمساواة.
 
صحيفة الايام
2 مايو 2009