المنشور

أحبتي الطلبة لا تعكروا المدرسة

الموجة هذه الايام في المدارس، مسيرات تعطل الدراسة لثلاثة ايام متتالية، كما حصل في مدرسة النعيم، وهي المدرسة الساخنة خلال الاسبوع الماضي، والتي أدت سخونتها الى تدخل قوات الامن داخل المدرسة. ابناءنا واخوتنا الطلبة كلهم من دون استثناء، نريد ان نراكم ونرى مدارسكم تزهو بكم، من دون تكسير وتخريب، لكم كل الشكر لأي هم وطني تحملونه وانتم بالطبع لا تنتظرون جزاء ولا شكورا من أحد، ولكن ثقوا أحبتنا الطلبة، أن الخاسر الاكبر في اشعال المدارس هم انتم، فالمستقبل أمامكم لا تخربوه بأيديكم. نريد ان نفخر بشهاداتكم وعلمكم من أجل ان تدافعوا عن حقوقكم وعن أي مطلب تريدونه بوعي، لا باتباع من يرفع صوته، ويريد منكم ان تكونوا له تابعين، وأبناؤه بعيدين عن كل ما تتعرضون له انتم، أبناؤه في بريطانيا وانتم هنا في ذل الفقر. ايها الطلبة الاعزاء والاحبة، استمعوا الى صوت العقل والمنطق، وهنا جدير بالاهتمام ان نشيد ببيان جمعية الوفاق الرافض لتعكير الدراسة، وكذلك البيان الصادر عن الجمعيات السياسية الست والذي يجب ان يتم التوقف أمامه، ويتمعن فيه، لأنه موجه هذه المرة الى الجميع، حكومة ورجال دين وسياسة وشباب وصغار سن وغيرهم من فئات المجتمع الذين خاطبهم البيان الصادر على اثر اجتماع دوري ضم هذه الجمعيات. واعني تحديداً، الجزء المتعلق بإدانة العنف الذي يلجأ اليه البعض، ظناً منهم انه الطريق القويم لإرجاع أي حق. انه على النقيض تماماً، انه طريق من يريد ان يهرب عن تحمل المسؤولية ويريد ان يغمض عينيه عن العمل السلمي الذي يحتاج كما يعبرون عنه دائماً «بالنفس الطويل»، فقصر هذا النفس هو الذي يجبرك ان تلجأ الى العنف، والتخريب والحرق وغيرها من الأعمال التي هي محل إدانة من جميع الأطياف. لا أعني ان أصب جام النقد على طرف بل أشير بإدانة العنف لأي جهة تبتدأ به، فالعنف ان تفاقم واستمر فسنرى اننا نعود الى المربع الأول، الذي يسعى اليه بعض النفعيين والانتهازيين. ما يمكن ان نتوقف أمامه هو دعوة الجمعيات السياسية الست الى رجال الدين ورجال السياسة التدخل في توعية أبناء الشعب برفض العنف والدعوة لاستخدام أساليب العمل السلمي لوقف الإنزلاق للحلول الأمنية أو الإجراءات التعسفية. ان المسؤولية كبيرة والهم الذي يساورنا يتفاقم في كل مرة نعرف فيها ان هناك ضحية.
 
صحيفة الايام
2 ابريل 2009