المنشور

رؤى من اجل وحدة التيار الوطني الديمقراطي


ستظل دعوة “وحدة التيار الديمقراطي ضرورة”، حتى تتحقق على أرضية الواقع المعاش، وتشع أنوارها في كل أنحاء الوطن ومختلف أركانه، وينعم شعبنا البحريني العظيم بحرية توازي عظمته ويسبح في بحور ديمقراطية حقيقية غير منقوصة ولا مثلومة يتم في ظلها فصل السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية فصلاً فعلياً وليس مجرد حبر على ورق…
 
ولبلوغ شعبنا العظيم هذا الهدف العظيم، لا بد لنا أن يلتف التيار الديمقراطي حول دعوة الوحدة التي أطلقها نائب الأمين العام لوعد الأستاذ فؤاد سيادي، دونما أية محاولات من شأنها إثارة غبار دراجات الماريشال الألماني روميل ليغطي بذاك الغبار على انهزامه في معركة الصحراء الكبرى، يا رفيقي في وعد… طريقنا أنت تدري صعب  ووعر عسير موت على جانبيه ورغمه، يا رفيقي في وعد وأنا رفيقك في المنبر الديمقراطي التقدمي، سنسير وأيادينا متشابكة مع بعض… ومع بعض سنظل نحفر في الجدار، إما فتحنا ثغرة للنور أو متنا سوياً على وجه الجدار، إلا أني أرى في ظل هذا الطرح الذي أعتقد أنه طرح جديد، ولأنه جديد فهو قابل للأخذ به، ومناقشة وحدة التيار الديمقراطي التقدمي، حيث أرى، ولكن الحق في ان يرى، أنه يسجل مقدمات لانعطافة تاريخية جديدة يجب عدم التفريط فيها، بل أخذها والتعامل معها على اعتبار أنها تمثل نهاية لمرحلة نومة كهفية نامها التيار الديمقراطي وقد آن لهذا التيار أن يصحو منها، في الوقت المناسب الذي بدأ فيه جسم الكيان الرأسمالي يتعفن ويتحلل ليبقى كومة من عظام نخرة، تماماً كما تنبأ عنها أحد منظري المرحلة الرأسمالية،  وقال:
 
“إن الرأسمالية ليست إلا مرحلة من مراحل الظواهر الاجتماعية، التي يتجلى فيها أفظع سيئات ظلم الإنسان لأخيه الإنسان وعندما تبلغ أوجه عتيِّها في مرحلتها الإمبريالية، وآخر خداعاتها في تطبيق العلاقات مع الحكومات الشبه مستقلة، فيما يسمى ب”النيوكونيالية”…
 
مثل هذه التطورات في مسيرة العلاقات البشرية عبر التحولات التاريخية التي تسجل مفاصل من الوعي أو التخلف يبقى التيار الديمقراطي بما يملكه من قدرة على الوقوف الواعي عند لحظات التحولات، وبمقدار ما يتفاعل مع أحداث التحولات وتثبيت وجوده وحضوره عند مفاصلها يكون قد حافظ على كيانه بأن يكون أو لا يكون بدل أن يبقى مجرد! ” بعرة في خفِّ كبش مدلاة وذاك الكبش يمشي”
 
 من هنا وبسبب تعدد وتعثر محاولات التنسيق أو التعاون أو التكاتف عبر عشرات السنين، على يد غيوم صيف لا تمطر ولا تروي ظمأ عطشان، تفرض الضرورة طرح موضوع التنسيق أو التعاون أو التكاتف والتكامل مع القواعد في التيار الديمقراطي، مع ضرورة تشديد الرقابة على عشاق التزعم ومنعهم من تسجيل بطولاتهم باغتنام الفرص والعمل الانزوائي من خلف الظهور، كما حدث لنا عند صياغة العريضة النخبوية.
 
ومن هنا نطرح البديل الجديد لتحقيق (التكاتف، أو التكافل، أو التعاون، الذي قد تقره القاعدة بعد إعلان تكاملها والتنسيق فيما بينها أو رفضه أو تعديله) أو طرح البديل الأفضل، وفي التالي نسجل البديل الجديد:
 
1-    تشكيل لجان من القاعدة يتميز أعضائها بالنزاهة والصدق والإخلاص لخدمة القضية الوطنية
       العمل على تحقيق المصلحة الوطنية العليا يفهمون النضال على أنه غاية لتحقيق مصالح عامة
      وليس مجرد عملية تكتيكية لتحقيق مصالح ذاتية فأن لم ينجح التكتيك ويأتي ثماره، غير
       المتكتك جلده وقفز لمربع جديد عسى  أن يقع فيه على ضالته الزعامية، ولسان حاله يلهج
       آناء الليل وأطراف النهار ” يا رفاق يا زملاء – دلوني  كرسي الزعامة وين ألاقيه..في المحرق
       أو في المنامة أو في ميدان حمامة المهم أني الآقيه”.
 
2-    التأكيد على المطالبة المشتركة لأن يكون لنا دستور عقدي تجتمع عليه مختلف التيارات 
       السياسية وتلتف حوله، من شأنه أن ينهي ما هو حاصل في برلماننا “الخدوج” من
       صراخ اللاذقية.
 
3-   أن يكون الدستور العقدي مكتمل الأركان، ويحقق أهم المرتكزات التي ترسي روح الديمقراطية
      الحقة، والمؤسسة على فصل السلطات الثلاث… (التشريعية، التنفيذية، والقضائية)، وليس كما
      هو الحال الموجود عندنا، حيث تم في ظل الموجود، وفي ظل الإصلاح خلط الماء باللبن، وتم
      تقديمه على أنه رحيق من عطر الورد والريحان والياسمين، وعند تذوقه من قبل الشعب
      اشمأزت نفسه منه، إذ وجده شراب نكره، فلا هو باللبن ولا هو بالماء، وعندما استنكر الشعب
     هذا الغش الفاضح واكتشف أن الغيوم غيوم صيف لا تمطر، ولا  تروي ظمأ عطشان، زمجرت
     الأبواق بأن هناك من يحاول عرقلة مسيرة الإصلاح، قبل أن يثبتوا أن هناك إصلاح حقيقي، تم
     في ظله وقف  انقطاعات الكهرباء، وتوقف السطو على الأراضي العامة، ووضع الرادارات
     لتراقب الأيادي الساطية على المال العام بدل وضع الشوارع تحت مراقبة الرادارات!!؟؟..
 
4-    ضرورة الاتفاق على إسقاط مقولة التعامل في ظل الموجود لما لهذا الطرح من خطورة جمة 
       تؤدي إلى  استلاب الإبداعات لدى الإنسان البحريني المبدع ومنعه من الإبداع  والابتكار، 
       وخلق البديل الأفضل، والانطلاق إلى آفاق حياة جديدة طالما ناضل الشعب البحريني وكافح 
       وضحى من أجل بلوغ غاياتها  العليا والانطلاق في ربوع مساحاتها الرحبة.. إذا أننا نرى مع 
       احترامنا لمن يخالفنا الرأي بشرط أن تخضع مختلف الآراء المتصارعة للنقاش الهادئ بعيداً 
       عن الانفلات والتعصب الأعمى، أن الموجود قد فصل بعناية قصوى لخدمة غايات محدودة، 
       وأن صاحب الموجود لا يمكن أن يسمح لكائن من كان ان يعبث بهذا الموجود ويحرفه عن 
       خدمة الغايات المحدودة، ولا بد من إدراك الحقيقة المستخلصة من العمل في ظل الموجود 
       وهي أن الداعين للعمل في ظل الموجود، لا يمكن أن يصيروا أكثر من عبيد لخدمة صاحب 
       الموجود، وتحقيق مطامعه.
 
 

نشرة التقدمي مارس