المنشور

توصيات نادي مدريد

تدعيماً لفكرة الحوار بين الدولة ومؤسسات المجتمع المدني التي عبرنا عنها بمبادرة الحوار الوطني التي أطلقناها مؤخراً, نظم المنبر التقدمي منذ يومين ندوةً عن توصيات نادي مدريد حول البحرين, شارك فيها عضوا فريق تنسيق أنشطة النادي في البحرين النائب عزيز أبل ورئيس جمعية الشفافية عبدالنبي العكري. ليس الكثيرون على علم بطبيعة النادي المذكور وأهدافه وطبيعة المهمة التي عمل على انجازها في البحرين, لذلك حرصت الندوة المذكورة على تسليط الضوء على هذه الأمور. نشأت فكرة النادي بعد الانفجارات الدموية في قطار الأنفاق في مدريد التي وقفت خلفها مجموعات إرهابية من العالمين العربي والإسلامي, حيث شجع ملك اسبانيا فكرة إنشاء النادي على أن يتكون من شخصيات مرموقة على مستوى بلدانها وعلى المستوى الدولي أيضاً, بهدف تشجيع الحوار بين الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني في بلداننا لتوسيع قاعدة الديمقراطية والمشاركة واحتواء البيئات المُولدة للعنف والتطرف. ومن هنا جاءت فكرة أن يتشكل النادي من رؤساء جمهوريات وحكومات سابقين من مختلف بلدان العالم, شريطة أن يكون هؤلاء قد انتخبوا إلى مناصبهم تلك ديمقراطياً. وصل عدد منتسبي النادي حاليا إلى 170 رئيساً سابقاً, يقوم النادي نفسه باختيارهم, ومن بينهم رئيسا وزراء السودان واليمن السابقين الصادق المهدي وعبد الكريم الارياني. على خلاف النهج الإملائي الذي نهجته إدارة بوش السابقة في فرض تصوراتها على البلدان الأخرى, فان نادي مدريد الذي يحظى بتمويل من البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي يعمل على تشجيع الحوار الداخلي في المجتمعات المعنية للوصول إلى توافقات حول قضايا التحول نحو الديمقراطية. زارت وفود تمثل النادي البحرين أكثر من مرة, وكانت الزيارة الأولى برئاسة رئيس وزراء السودان الأسبق الصادق المهدي, وتمت الزيارة الثانية في أبريل/ نيسان 2007, حيث التقى الوفد برئيسي مجلسي الشورى والنواب بالإضافة إلى رؤساء الجمعيات السياسية, ولأن البحرين كانت واحدة من ثلاث دول بدأ النادي في العمل على تشجيع الحوار فيها بين الدولة ومؤسسات المجتمع المدني, فان الوفد الزائر خرج بانطباع أن البحرين تُعد الحالة الأسهل بين الدول الثلاث للدفع في اتجاه التأسيس لحوار جدي بين الأطراف المختلفة. بعد هذه الزيارة عقدت المنظمة لقاء في قرطبة, حضرته بعض الشخصيات البحرينية المعنية بالموضوع, حيث جرى الاستماع لمقترحات القوى السياسية, وتم التركيز في حوارات قرطبة على الإصلاحات الدستورية المطلوبة والتشريعات التي توسع مساحة الحرية والديمقراطية. في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2007 قام الوفد بزيارة ثالثة للبحرين, حيث التقى مع وزير الخارجية, كما تمت استضافة عدد من الشخصيات الوطنية على شكل مجموعات, الأولى سياسية والثانية اقتصادية والثالثة من الكوادر النسائية والرابعة من مؤسسات المجتمع المدني. وشارك أربعة من الوزراء (العدل والإعلام والتنمية والشؤون الخارجية) بالإضافة إلى المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء في حوارات المنظمة إذ استمعوا لملاحظات الجمعيات, بعدها عقد لقاء على البحر الميت تم فيه استعراض التقدم الذي حدث بالإضافة إلى الاستماع إلى تجارب الدول الأخرى. في الزيارة الأخيرة للوفد في الشهر الجاري التقى وفد النادي بجلالة الملك, وقدم له توصيات النادي التي تتمحور حول مأسسة الحوار وديمومته بين الدولة والمجتمع.
 
صحيفة الايام
25 فبراير 2009