المنشور

دعوة الحوار والمبادرة اللاصفرية


الدعوة المبادرة التي أطلقتها جمعية المنبر التقدمي الديمقراطي الأسبوع الماضي تحمل في طياتها كثيراً من الدلالات التي ينبغي إنصافها والوقوف عندها مليا شعبا وحكومة، أفرادا ومؤسسات، فالمبادرة في حقيقتها دعوة صادقة عاقلة، تلتزم بالروح الوطنية وتسعى من أجلها. ومما عزز هذه الدعوة هو تبني صحيفة «الوسط» ورئيس تحريرها منصور الجمري لها.

ومن هنا نستطيع أن نحدد دلالات دعوة الحوار في النقاط التالية:

   – إن عقلاء وحكماء هذا الوطن يسعون جادين لإزالة كل التوترات والاحتقانات الأمنية والسياسية
     عبر الحوار الهادف الجدي، وإن صرختهم هذه لهي دليل على حكمتهم.

   – إن ثمة أصوات لا همّ لها إلا تحقيق مصالحها وإثارة الغوغاء، تسعى جاهدة لتعكير صفو البلاد
     وتشويه هذه  الدعوة وحرفها عن وجهتها التي وجهت إليها.

   – إن هناك عدم توافق واضح بين الدولة والشعب، وربما تصل إلى حد عدم الثقة بين الطرفين؛
     ما يعني أن الآذان صماء وكل ينعق في خرابة، ولا حل إلا في الحوار.

  – اللافت أن الحكومة إلى الآن لم تبد أي رد فعل تجاه هذه الدعوة وكأنها لا تعنيها.

  – إن الحكومة لا تملك حلا سوى الحل الأمني، فهي تريد فرض هيبتها عن طريق القوة والقوة فقط.

  – إن من دعا إلى الحوار يدرك تماماً أن كل طرف لابد أن تحفظ هيبته، أي بأن تكون المباراة بين
    الطرفين لا صفرية؛ بمعنى أن لا خاسر بينهما.

المطلوب الآن من جميع المخلصين لهذا الوطن أن يلتفوا حول هذه الدعوة، وأن تتحول إلى مبادرة تحمل أجندة وبرامج طويلة المدى لتكون مرنة وقابلة للاستمرار، وأن يدرك الجميع أن هذه الدعوة ليس فيها استثناء إلا من اتخذ لنفسه سبيلا آخر، فلا يمكن أن تتحول الساحة بين حين وآخر إلى بؤرة توتر، ونقطة ساخنة بين الشعب والحكومة، وكلنا يدرك مصير هذه السخونة والتوتر. ولا ننسى أن هذه الدعوة موجهة بالدرجة الأساس إلى الحكومة التي بيدها السلطة، وبيدها المبادرة بأخذ زمام الأمور إلى ما فيه صلاح الوطن والمواطن وهو شعارها، وهي جديرة بحمله، فمن هنا يمكننا أن نعيش أجمل الأيام التي لم نعشها بعد.
 
الوسط 18 فبراير 2009