المنشور

حول علاوة‮ »‬الغلاء‮«‬

مع ان التوجه العام‮ ‬يقضي‮ ‬باستمرار ترشيد الانفاق واعادة النظر في‮ ‬الاولويات وخاصة في‮ ‬ظل الازمة المالية العالمية الراهنة الا اننا لا نزال نتساءل عن مصير علاوة‮ »‬الغلاء‮« ‬التي‮ ‬لم تدرج في‮ ‬الموازنة العامة للعامين القادمين ولا نزال نطالب مجلس النواب بايضاح هذه المسألة‮.‬
ان مغزى هذا الكلام واضح‮.. ‬رغم محدودية هذه العلاوة التي‮ ‬بالفعل لا تتناسب وحجم الارتفاع الجنوني‮ ‬للاسعار وتدهور المستوى المعيشي‮ ‬للفئات الاجتماعية الفقيرة الا انها‮ »‬ولحد ما‮« ‬قد تخفف من اعباء تكاليف الحياة الباهظة التي‮ ‬لا بد لها من اجراءات اقتصادية تدعم بالدرجة الاولى زيادة مستوى الدخول وتحد من معدلات التضخم وارتفاع الاسعار‮.‬
الرئيس التنفيذي‮ ‬لمجلس التنمية الاقتصادية اكد بان هدف المجلس هو تحسين الوضع الاقتصادي‮ ‬ورفع المستوى المعيشي‮ ‬للمواطنين واكد ايضاً‮ ‬انه لا توجد لدى الدولة اية توجهات لفرض ضرائب على المواطنين الى هنا لا نشك ابداً‮ ‬في‮ ‬هذه التطمينات ومع هذا‮ ‬يمكننا القول‮: ‬ان الواقع المعيشي‮ ‬اليوم‮ ‬يفرض علينا مواجهة تحدياتنا الاقتصادية كما‮ ‬يفرض علينا ايضا التعامل مع الغلاء باجراءات اقتصادية واضحة فلا‮ ‬يمكن من دون تحريك الاجور وتوسيع مظلة الدعم الحكومي‮ ‬للسلع الاساسية كي‮ ‬يستفيد منها ذوو الدخل المحدود وتحسين مستوى الدخول ومضاعفة علاوة‮ »‬الغلاء‮« ‬لتصبح‮ (٠٠١) ‬دينار على الاقل ان تكون تلك الاجراءات فاعلة‮.‬
حقيقة كنا ولا نزال نتوقع من مجلس النواب ان‮ ‬يزداد تفاعله مع هذه العلاوة وخصوصاً‮ ‬ان تصريحات النواب منذ بداية الانعقاد الثالث كانت تصب في‮ ‬هذا الاتجاه اي‮ ‬اتجاه ادراج هذه العلاوة ضمن الموازنة القادمة للدولة ولكن ومع اقتراب نهاية العام الحالي‮ ‬لا ندري‮ ‬لماذا خفت صوت النواب وغابت كل هذه التصريحات وبالتالي‮ ‬لا‮ ‬يدري‮ ‬المواطن الواقع بين فكي‮ ‬الغلاء وكماشة القروض ان كانت هذه العلاوة ستستمر ام لا؟
ومن هنا نعود ونكرر لا تزال علاوة‮ »‬الغلاء‮« ‬المجهولة تتصدر الاسئلة للحكومة والنواب ومن هنا ايضا نقول‮: ‬كان من المنتظر في‮ ‬اعقاب الازمة المالية العالمية الحالية ان‮ ‬يناقش النواب تأثيرات هذه الازمة على مجمل الاوضاع الاقتصادية والمعيشية وخاصة ان التأثيرات المباشرة وغير المباشرة سوف تتضرر منها برامج التنمية ليس في‮ ‬البحرين فقط وانما كذلك دول الخليج الاخرى ولا شك ان اهم تداعياتها تكمن في‮ ‬ارتفاع نسبة البطالة التي‮ ‬حولت في‮ ‬الدول الاوروبية وخاصة اليونان منها الازمة المالية الى ازمة امنية وكان من المنتظر ايضاً‮ ‬ان‮ ‬يناقش النواب هذه العلاوة كأولوية لا‮ ‬يمكن الرهان عليها باي‮ ‬شكل من الاشكال ولكن ليس كل ما‮ ‬يتمناه المرء‮ ‬يدركه وهذا ما‮ ‬يجعل الاغلبية من ذوي‮ ‬الدخل المحدود عرضة لمخاوف كثيرة ناتجة عن احتمال انقطاعها مع نهاية السنة الحالية‮.‬

صحيفة الايام
20 ديسمبر 2008