المنشور

القدس عاصمة الثقافة العربية (2 – 2)

القدس .. وربيع الثقافة
على الرغم من كل الظروف والأوضاع المأساوية التي تمر بها قضية العرب المركزية القضية الفلسطينية ليس في ظل الاحتلال الاسرائيلي الوحشي وممارساته التنكيلية بحق أبناء الشعب الفلسطيني فحسب، بل في ظل الانقسام والتناحر المؤسف بين السلطة الفلسطينية في رام الله والحكومة الحمساوية المقالة في غزة، فإن كل ذلك يجب الا يمنع بأي حال من الاحوال العرب من بذل اقصى ما يمكنهم من جهود بمشاركة اشقائهم الفلسطينيين في فعاليات الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية، بحيث تجرى في كل عاصمة عربية اشكال من فعاليات الاحتفال سواء على الصعيد الرسمي أم على الصعيد الشعبي وهذا الدور تتحمل مسئوليات الاضطلاع به بوجه خاص وزارات الثقافة والاعلام العربية فضلا عن وزارات التربية والتعليم وذلك بمختلف مجالات وأماكن هذا الاحتفال من مراكز ثقافية ومسارح وسينمات ومدارس وجامعات ومعارض كتب عن القدس وافلام وثائقية وتسجيلية ودرامية الخ وذلك على مدار سنة الاحتفالية ألا هي عام 2009 الموشك على البزوغ.
اما على الصعيد الشعبي العربي فإن الواجب الوطني والقومي يحتم على مؤسسات المجتمع المدني وكل القوى والاحزاب السياسية الوطنية المتعاطفة والمهمومة بالقضية الفلسطينية، ان تكون لها ايضا انشطتها وفعالياتها وبرامجها خلال عام 2009 عام القدس عاصمة للثقافة العربية من اجل توعية وحفز الأجيال الشابة بالقضية الفلسطينية وتعريفهم بعراقة القدس وتراثها الفلسطيني العربي ثقافيا وفنيا وعربيا وكذلك دعوة رموز وشخصيات فلسطينية ثقافية وابداعية وأدبية وفنية للمشاركة في هذه الفعاليات.
ومن الأهمية بمكان في هذا الصدد التنسيق والتعاون مع لجنة القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009 والتي تترأسها الدكتورة فارسية شاهين، فيما يتعلق بالفعاليات والأنشطة التي تعتزم القوى السياسية العربية ومؤسسات المجتمع القيام بها خلال عام الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية. ولعل من المناسب ان تشمل هذه الاحتفالية التعريف بالجهود التي قام بها وسيقوم بها الفلسطينيون وعلى الأخص المقدسيون منهم للتحضير والقيام بتلك البرامج المنتظر تنظيمها. وعلى سبيل المثال أشار السفير عفيف صافية في حديثه لقناة روسيا اليوم الى انه كان بمدينة القدس الشرقية ثلاث دور سينمائية قبل احتلالها خلال حرب 1967 وهي كل من “سينما النزهة”، و”سينما القدس”، و”سينما الحمراء”، وقد اغلقت سلطات الاحتلال هذه الدور جميعها. لكن المقدسيين وبفضل ارادتهم وصمودهم من اجل تجديد مدينتهم وتحدي الاحتلال تمكنوا من تحويل “سينما النزهة” الى “مسرح الحكواتي” وأخيرا فقد تمكنوا من ترميم واعادة تجهيز دار سينما القدس لتكون مركزا ثقافيا مجهزا بأحدث التجهيزات وليكون المقر الرئيسي لاقامة برامج فعاليات الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية، ولعل من المناسب في هذا الصدد ان يسلط الاعلام العربي وعلى الأخص القنوات الفضائية فضلا عن الصحافة والمجلات الثقافية العربية على تلك الفعاليات المنتظرة داخل القدس اذا ما سارت الأمور على ما يرام من دون عراقيل اسرائيلية.
وأخيرا فانه على صعيد واجبنا الوطني والقومي رسميا وشعبيا فانه ينبغي ان يكون لمختلف وسائلنا الاعلامية الرسمية والشعبية والحزبية والمدنية والنقابية ادوارها الملموسة في التضامن مع اشقائنا الفلسطينيين في هذا الحدث الثقافي والسياسي الكبير العظيم الاهمية.
وأعتقد شخصيا انه مع تعيين الشيخة مي آل خليفة وزيرة للثقافة فانها تستطيع ان ترمي بثقلها لتفعيل قطاع الثقافة والتراث فضلا عن قطاع الاذاعة والتلفزيون للمساهمة التضامنية مع اخواننا الفلسطينيين في ذلك الحدث الثقافي الفلسطيني والعربي الكبير المنتظر.
وأعتقد انه بحكم الخبرة التي اكتسبتها الشيخة مي في تنظيم ربيع الثقافة في السنوات الماضية فمن الاجدر ان يكون ربيع الثقافة لهذا العام المقبل 2009 مخصصا للتضامن مع القدس عاصمة للثقافة العربية بحيث يمكن استضافة مثقفين ومبدعين وفنانين فلسطينيين وعرب من فنانين تشكيليين وموسيقيين ومغنين ومحاضرين بحيث يسخرون فعالياتهم جميعا وبالمشاركة مع اشقائهم المثقفين والمبدعين البحرينيين عن مدينة القدس.
وسيكون نجاح البحرين المأمول في ربيع الثقافة القادم المخصص للتضامن مع القدس كعاصمة للثقافة العربية بروفة ومقياسا حينما يأتي دور البحرين لاختيار المنامة أو المحرق عاصمة للثقافة العربية.

صحيفة اخبار الخليج
17 ديسمبر 2008