المنشور

أملاك الدولة مُجدداً

شكا أعضاء لجنة التحقيق في‮ ‬أملاك الدولة التي‮ ‬شكلها مجلس النواب من عدم تعاون الحكومة معهم في‮ ‬تقديم البيانات المطلوبة،‮ ‬وقالوا أن الحكومة عملت على إعاقة عمل اللجنة من خلال التقتير في‮ ‬تقديم ما هو مطلوب منها من معطيات،‮ ‬ورفض زيارة أعضاء اللجنة لبعض الأجهزة الحكومية ذات الصلة،‮ ‬وبينها جهاز التسجيل العقاري‮ ‬التابع لوزارة العدل،‮ ‬وقسم الأملاك الحكومية في‮ ‬وزارة المالية‮.‬ وحسب نائب رئيس اللجنة حسن الدوسري‮ ‬فان عدم تعاون الحكومة مع اللجنة أعطى مؤشراً‮ ‬على أوجه القصور والخلل في‮ ‬وضع أملاك الدولة،‮ ‬ويُفهم من قول النائب الدوسري‮ ‬أن لدى السلطة التنفيذية ما تُخفيه عن اللجنة،‮ ‬وإلا لما كانت تعاطت بهذه الطريقة مع أعضائها،‮ ‬ولمكنتهم من الوصول إلى كل ما‮ ‬يلزمهم من بيانات،‮ ‬لا أن تقرر الحكومة بالنيابة أن ما أتيح للجنة من بيانات كاف،‮ ‬فيما المطلوب هو العكس تماماً،‮ ‬وهو أن تصل اللجنة إلى قناعة بأن ما توفر إليها من هذه البيانات‮ ‬يُحقق ما أرادته بتكوين صورة شاملة عن وضع أملاك الدولة وطريقة التصرف فيها‮.‬ في‮ ‬مناسباتٍ‮ ‬سابقة قلنا في‮ ‬هذه الزاوية أننا ننظر إلى أن هذه اللجنة واحدة من أهم لجان التحقيق التي‮ ‬شكلها مجلس النواب الحالي،‮ ‬لا بل أنها الأهم،‮ ‬هذا إذا ضربنا صفحاً‮ ‬عن الوقت الثمين الذي‮ ‬أضاعه المجلس وكُتلهُ‮ ‬المختلفة في‮ ‬تشكيل لجان تحقيق في‮ ‬قضايا عرضية،‮ ‬لكي‮ ‬لا نقول تافهة،‮ ‬عبرت عن انحراف بوصلة المجلس بصورة كلية‮.‬ أهمية لجنة التحقيق في‮ ‬أملاك الدولة ناجمةٌ‮ ‬من الموضوع الذي‮ ‬تُحقق فيه،‮ ‬لنعرف ما هي‮ ‬حدود العلاقة بين المال العام والمال الخاص،‮ ‬وما هي‮ ‬أوجه التصرف من قبل الجهات المتنفذة فيما‮ ‬يفترض أن‮ ‬يكون مُلكية عامة،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فان الآمال المعقودة على ستصل إليه هذه اللجنة من نتائج كبيرة‮.‬ في‮ ‬المؤتمر الصحافي‮ ‬الذي‮ ‬عقده أعضاء اللجنة قدمت معطيات ذات دلالة،‮ ‬بينها ما قاله رئيس اللجنة عبد الجليل خليل عن فوضى التعامل مع العقارات التابعة للدولة،‮ ‬وبينها عقارات محسوبة على وزارات،‮ ‬والوزارات لا تعلم بها،‮ ‬عند المقارنة بين سجل الوزارات وسجل وزارة المالية لوحظ وجود اختلافات،‮ ‬كما تحدث رئيس اللجنة عن وجود تضارب بين سجلي‮ ‬المالية والتسجيل العقاري‮ ‬يبلغ‮ ‬نحو ‮٠٠٦‬عقار‮!‬ لكن أنظارا لناخبين تتطلع إلى الخطوات التالية المنتظرة لا من قبل لجنة التحقيق وحدها،‮ ‬وهي‮ ‬بالمناسبة تضم ممثلين عن الكتل النيابية المختلفة،‮ ‬وإنما من قبل مجلس النواب كاملاً‮ ‬في‮ ‬التعاطي‮ ‬الرقابي‮ ‬الجدي‮ ‬على الموضوع الذي‮ ‬تنظر فيه اللجنة ومحاسبة المسؤولين عن التجاوزات الظاهرة فيه‮.‬ رئيس اللجنة تحدث عن أن الاستجواب وارد مع أي‮ ‬وزير أعاق عمل اللجنة،‮ ‬هذا أمر حسن،‮ ‬وحسنٌ‮ ‬أيضاً‮ ‬أن‮ ‬يكون خيار الاستجواب مطروحاً‮ ‬مع من‮ ‬يثبت سوء تصرفه في‮ ‬أملاك الدولة،‮ ‬التي‮ ‬هي‮ ‬في‮ ‬عبارة أخرى أملاك المجتمع كله التي‮ ‬لا‮ ‬يصح التصرف فيها إ
 
صحيفة الايام
11 نوفمبر 2008