المنشور

عمال “ألبا” ينتصرون للبحرين

 


وسط متابعة دؤوبة من قبل فئات واسعة من الشارع البحريني ، انتهت يوم الخميس الماضي انتخابات نقابة عمال شركة الومنيوم البحرين “البا” حيث توجت جهود عمال الشركة بانتخاب خمسة عشر عضوا لمجلس إدارة النقابة الجديد ينتمون جميعهم للكتلة العمالية بالشركة والتي يتزعمها النقابي الشاب علي البنعلي ومجموعة من النقابيين المخضرمين من مختلف فئات المجتمع البحريني يجمعهم هدف واحد ووحيد هو تحقيق الإرادة العمالية والدفاع عن مصالح الشغيلة والعاملين في الشركة والتي يشهد الشارع البحريني على صلابة إرادتهم وقدرتهم على خلق شراكة حقيقية مع مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية بالشركة طيلة السنوات الثلاث الماضية والتي توجت في أكثر من موقع بتحقيق الكثير من الانجازات والمكاسب المادية والمعنوية لعمال الشركة التي تعتبر واحدة من أكبر شركات الالومنيوم حول العالم.


والجدير بالذكر ان نقابة “البا” تعتبر النقابة الأكبر على مستوى البحرين حيث يبلغ عدد أعضائها ما يربو على 2700 عامل شاركوا كما هو معلوم بكثافة في الانتخابات الأخيرة التي تنافست فيها أكثر من ثلاث كتل عمالية ببرامج وأهداف متشابهة إلى حد ما تمحورت جميعها بالعمل على تحقيق طموحات العاملين بالشركة، حيث بلغت نسبة المشاركة 85٪ من مجموع الكتلة الانتخابية بالشركة وهي نسبة كبيرة بالقياس مع العدد الإجمالي وطبيعة العمل بالشركة مما أعطى دليلا على تنامي الوعي العمالي بالشركة، التي تمتلك رصيدا وارثا عماليا ونقابيا زاخرا بالتضحيات والبذل في سبيل المصالح العليا للعاملين وفي تكريس العمل النقابي عبر سنوات من التضحيات الجسام والنضال الدؤوب بدون كلل عبر تاريخ لا يمكن أن يكتب بدونه تاريخ ناجز للحركة العمالية والنقابية في البحرين. فها هي نقابة العاملين في “البا” تعيد لنا نحن أبناء البحرين شيئا وان تصوره البعض يسيرا أو جزئيا الا انه بحق يعتبر عظيما بمعنى الكلمة، حيث استطاعت “كتلة البنعلي” بخليطها الوطني المنسجم بكل تفان لإعلاء المصالح العليا لفئة هي من أهم الفئات والشرائح المؤثرة في مجتمعنا ، حيث انصهرت تلك الكوادر العمالية في بوتقة الدفاع عن مصالح العمال بالشركة دون أن تعطي بالا لأي محاصصة بغيضة بين أعضائها والذي من شانه لو حدث أن يصيب العمل النقابي في الشركة بمقتل وتتسمم أجوائه بعفن هوائها الذي يريد لنا البعض أن نتنفسه باستمرار في الشارع وفي المدرسة والجامعة ومجلس النواب وبقية المجالس التمثيلية وفي النقابات وفي الأندية وغيرها، حتى يصبح معه ممكنا تمرير تلك المشاريع الطائفية.


ورغم تفهمنا لطبيعة الحملات الانتخابية وما يشوبها عادة من تنافر وشد وجذب فقد تجاوزت الكتلة العمالية في “البا” نفسها وللمرة الثانية على التوالي رغم بروز دعوات لا تخلو ابدآ من منحى طائفي روج لها البعض بعلم وبدون علم أحيانا مستفيدا من ذات النغمات النشاز التي سادت إبان الانتخابات النيابية والبلدية الأخيرة والتي حاول البعض ان يستعيد بعضا من وهجها الحارق في الانتخابات العمالية الأخيرة في “البا”بكل أسف إلا أن إرادة العاملين بالشركة على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم كانت قد حالت دون ان تكون تلك الدعوات الواهنة والمتخلفة ذات معنى أو تأثير وكأن واقع الحال في “البا” يكاد يقول للجميع كفى.. فنحن أحق بأن نحيا بكرامة لندافع عن مصالحنا ..


بهذا استطاع عمال “البا” ان يعيدوا لنا جزءا من ألق كنا نعتقده قد أفل وولى ونحن نعيش زمن التراجعات وتمزيق الصفوف، لذا فان مبعث فرحنا بما حققه عمال هذه الشركة العتيدة بانتصار إرادتهم التي اختارت طريق تحقيق مصالحهم والدفاع عنها متوحدين وبحضارية لا يرقى لها الشك، لا يكمن في تبوأ الكتلة العمالية مكانتها التي هي برسم الإرادة العمالية الصرفة، إنما ذلك يعني بكل تأكيد أن عمال “البا”بفعلهم الوطني هذا فإنهم ينتصرون لتاريخ الحركة العمالية في بلادنا ولكل الشرفاء في أرض دلمون المعطاءة… إنهم ينتصرون لكرامة البحرين وتاريخها الوطني ووحدة شعبها..


 
الأيام 9 نوفمبر 2008