المنشور

انتخابات نقابة ألبا 2008 غير


عكس التنظيم الكبير لانتخابات نقابة العاملين في شركة ألمنيوم البحرين (ألبا ( الوجه المختلف للقدرة العمالية والنقابية في البحرين، إذ إن نقابة ألبا والتي تعد أكبر نقابة عمالية ليس على مستوى البحرين فقط بل على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي نافست في تنظيمها لانتخاباتها قدرة الحكومة على تنظيم الانتخابات النيابية والبلدية، بل تفوّقت عليها مع احتساب فارق الإمكانات والقدرات المالية والبشرية والخبرة التي تمتعت بها الحكومة.

انتخابات نقابة ألبا أحدثت نقلة نوعية في العمل العمالي والتنظيم الانتخابي مع وجود بعض الأمور التي لا يمكن لوم اللجنة الانتخابية عليها سوى لنقص الخبرة في هذا المجال كإيجاد آلية أكثر وضوحاً لعملية فرز الأصوات في ظل الإقبال الكبير على صناديق الاقتراع والذي أذهل الجميع بمن فيهم رئيس مجلس إدارة شركة ألبا محمود الكوهجي.

انتخابات «نقابة ألبا» لم تحاول أبداً إخفاء رأسها في الحفرة كالنعامة لحظة الخوف، بل خرجت كأول تنظيم عمالي ومجتمعي يعترف بوجود القوائم العمالية والتحزبات والتكتلات في العملية الانتخابية، إذ سمحت بأن تكون اللعبة الانتخابية على المكشوف للجميع ولم تمنع أو ترفض وجود تلك القوائم متفوقة بذلك حتى على الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين الذي تكتّم على وجود القوائم وبل في بعض الأحيان كان ينفيها على مستوى انتخابات الأمانة العامة.

وأزعم بأن كسر هاجس الخوف من علانية وجود القوائم في انتخابات نقابة ألبا سينسحب أيضاً على باقي الانتخابات العمالية والنقابية وبالخصوص في النقابات الكبرى كنقابة بابكو وبتلكو وغيرهما ولكنها لن تكون بالحجم ذاته لاختلاف القوى العمالية، كما قد نشهد بعد أربع سنوات انتخابات قوية بقوائم علانية في الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، وذلك بعد أن أشاد الأمين العام للاتحاد سيد سلمان المحفوظ بخطوة القوائم واعتبرها عملية حضارية وديمقراطية.

ما يميز العمال عن غيرهم في مختلف المؤسسات الاجتماعية أن خلافاتهم نادرا ما تنعكس على علاقاتهم الاجتماعية، فلا يوجد في البحرين بأكملها جهة بها خلافات بين أطراف مختلفة كما هو موجود في نقابة ألبا، إذ وصلت هذه الخلافات إلى حد التسقيط والتخوين بين الأطراف المتصارعة، إلا أنهم أيضاً تجدهم يجلسون مع بعض بشكل طبيعي حتى وإن كان ذلك شكلياً.

انتخابات نقابة ألبا 2008 فريدة من نوعها وطبعها وقوتها وقدراتها، بعد أن أعطت دليلاً واضحاً على قوة العامل البحريني على التنظيم وإقباله على الحركة العمالية تمهيداً لمطالب واسعة ضمن أجندة كبيرة لتحسين أوضاعهم في أكبر الشركات البحرينية.

أمام إدارة شركة ألبا تحدٍّ كبيرٌ في كيفية التعامل مع نقابة من طراز جديد وأداء عمالي راقٍ فرض احترامة على الجميع، ويبقى أمامنا أن نقف ونترقب كيف سيكون أداء الإدارة الجديدة للنقابة، فهل سيكون مختلفاً أم سيعيد كرة الأدوار السابقة؟، هذا ما ستكشفه الأيام لنا قريباً.
 
الوسط  1 نوفمبر 2008