المنشور

القهـوة الخضـراء

 

 

 


  
  
  
  

  القهوة الخضراء 
    

ذَاكَ الجَالسُ في المَقهَى
يحتسي قهوتَهُ الباردةَ
ويَعدُّ أيامَهُ بعَددِ الموتى
فجأةً تذكرَ أنّه غَرقَ في الفِنجانِ
وعندما مدَّ يدهُ كي ينتشلَ نفسَهُ
أدركَ أن صاحبةَ العينينِ الخضراوينِ
التي كَانَتْ جَالسةً قدامهُ
قد سََرقتْ قَلبَهُ 
 

غوايــــة

سَأستَحِمُ في غِوَايةِ عِشْقِكِ
ولو امتَلأ الكَونُ صَقِيعَاً
لن تَردَعَنِي نُدرَةُ المَاءِ
ولا بَرَدُ الشِتَاءِ
لأَنَكِ مِدْفَأةُ دَمِي
وجَسَدي الآخَرْ
 

 
الغيــاب

حَاضِرةٌ في غِيابِكِ بِجُنُون
وكأنَّ العالمَ قد سَكَتَ عن النَبْضِ
وكأنَّ المَسَاءَ قد طَرَد نجُومهُ من الغيظِ
في بَحْثهِ عَنْكِ في الأفْلاكِ
قَاسٍ حُضُورُكِ
لأنَّ بَهاءَ وجْهِكِ
يَسْلبُني من نَفْسِي
فأغِيِْبُ

 

تلويحة الغريب

سَأَلنَي الوَاقِفُ جَنْبِي:
أَيهَا الغَرِيْبُ
ِلمَنْ تلوّحُ بِيَدَيكَ كُلَّ هَذَا الوََقتْ
حَتَّى كَادَ المَوجُ يَمِلُّ من وَقفَتِكَ
فأنا لا أَرَى أحَداً
قُلتُ: وَلَن تَرَى
وَلَنْ أََرَى
غَيرَ أني سَأَسْتَمِرُ فِي التَلوِيِحِ  
 
 

نستولوجيا
 

يَحِنُّ أحيَاناً إلى زِنْزَانَتِهِ الانفِرَادِيَّةِ
ليَهْرُبَ إليهَْا مِنْ وَجَعِ العَالَمِ
وجَحِيمِ الآخَرِيْنْ 
 
 

السجن المؤبد
 

غَادَرَ زِنْزَانَتَهُ الانفِرَادِيَّةَ
رَقم 1 فِي بَيتِ الدولَةِ
مُنْذُ زَمَنٍ طَوِيْلٍ
لَكِنَّهُم زَرَعُوا الْسِجْنَ فِي دَاخِلِهِ
يُرَافِقَهُ ويُنَادِيهُ فِي النَومِ
وفِي الغِبْطَةِ
سَجِينٌ أنْتَ الآنَ
بلا حَرَسٍ ولاَ قُضْبَان! 
 

 
وردة الخلود
 

وَجَدْتُهَا فِي البُحَيرةِ
وَرْدَتي الحَمرَاءُ نائمةً
في قَاع ِ البُحَيرةْ
أمْسََكْتُهَا بحَنَانٍ طُفُوليٍّ
فاحْتَرَقَتْ يَداي
كَانَتِ الجَذْوَةُ مُتََّقِدَةً
لمْ تَنْطَفِئْ بَعْدُ