المنشور

المومياء

 

 

 

 

 


  
       (1)


مسجياً في “مفزليه”*
سماؤه زُرقةٌ ميتةٌ
يتمددُ في استكبارْ
عيناهُ من نارْ
شاردتانِ
بذهولِ محاربٍ 
فقدَ كلَ جُندِهِ
وحيداً إلا من الوحدةِ
وكأن الضوءَ الغامرَ حولهُ
دموعاً ذهبيةَ الوهجِ
تُحاولُ في استحياءٍ
عبور الجسرِ الخفيِ
في المومياءِ
 


       (2)


هل حنطُوكَ
لتتحولَ إلى شاهدٍ
ترى أحلامكَ تتكسرُ أمامكَ
تتبددُ في فقاعاتِ التاريخِ
أو لتكونَ متعةً للسياحِ الفضوليينَ
يتفحصونَ تضاريسَ وجهكَ
يتلذذون أو يَهربُونَ في حزنكَ
ويختفونَ فيهِ


  
           (3)


هل حنطوكَ كي تظلَّ سجيناً أبدياً
يحبسُ التابوتُ نارَ عينيكَ
يخنقُ الحرسُ المدججونَ بالموتِ
تاريخَكَ الذي منعوهُ في المتاحفِ
لتضيعَ أناشِيدُكَ الثوريةُ
في ضحكاتِ الحسناواتِ والغواني
وفي صخبِ الموسيقى
ودخانِ الديسكو


  
       (4)


هل كانَ الميدانُ الأحمرُ
يقهقهُ منتشياً حين مررتُ
أم يَغرقُ في نشيجٍ سري
أم يتحسرُ على الحلمِ الوردي
الراياتُ الحمراءُ أودَعُوهَا زينةً للمتاحفِ
أغطيةً للملاحفِ
أخفوا نياشيَنََكَ البطوليةَ
أحلامَكَ السحريةَ
لتراقِصَ الترابَ والغبارَ
بالغرفِ المظلمةِ
تنادي الأبطالَ القتلى
فانهضْ من سباتِكَ
هاتِ كأسَكَ
نرشفُ نَخبَ الغربةِ وحيدينِ
معاً


 


 

* كلمة روسية تعني الضريح حيث توجد مومياء لينين 


موسكو  يونيو 2003