المنشور

ذاكرة الوطن في العيد


يحل علينا عيد الفطر المبارك اليوم والفرحة تعم على الجميع, إلا أنها ستكون فرحة أكبر فيما لو عرفنا حق الذين خدموا الوطن كجنود مجهولين، أو معلومين ظاهراً وغير معروفين بالنسبة الى مقدار عطائهم وتضحياتهم. فجميع الاتجاهات الوطنية ساهمت في تحقيق ما تشهده البحرين الآن من حراك اجتماعي وسياسي مميز رغم كل شيء.

ومنذ أيام غاب عنا أحد رجالات الوطن الذين كانوا بحسب ما سمعناه من جيل آبائنا, ينشطون من أجل البحرين قبل أن نولد، وهو المرحوم هشام الشهابي، في الوقت الذي نرى هناك الكثير من المناضلين ممن أصابهم المرض، مثل الأب الروحي لجمعية العمل الديمقراطي (وعد) عبدالرحمن النعيمي الذي أقعده المرض (شافاه الله)، وكذلك شخصيات ساهمت في تأسيس النضال الوطني مثل علي دويغر، وغيرهم الكثير.

لكن بكل تأكيد سيكون عيدنا أكثر فرحة في المرات المقبلة أي عندما نسمع عن تطور مشروع «ذاكرة الوطن» الذي بدأه رئيس جمعية الشفافية عبدالنبي العكري، وهو الذي أعلن أنه سيجمع الوثائق عن جميع من ساهم في الحركة المطلبية والنضالية، لأن ذلك يُعَدُّ بمثابة جزء لا يتجزأ من تاريخ بلدنا، بل ولا يمكن لنا أن نشطب صفحاته ومراحله أو نغفلها… فهي أمانة على من يعرف عنها شئياً ليبلغ بها أجيال المستقبل وتكون مصدراً مهمّاً للتوثيق لأفراد نكروا ذواتهم لصالح نصرة قضايا وطن يجمع في جعبته تلاوين وأشكالاً مختلفة من أهل البحرين لمختلف اتجاهاتهم، اليسارية، الإسلاميه، الخ… جميعهم جمعهم حب الوطن وحب البحرين.

ذكرى هذه الشخصيات تفرحنا في العيد لأنها تذكرنا بأن البحرينيين الأصيلين لم تكن لديهم الأمراض التي تنتشر لدى كثيرين ممن يبيعون ويشترون من أجل نيل المصالح الشخصية. إن ذاكرة وطننا جميلة لأن لدينا في وطننا من يملك محتوى إنسانياً جميلاً، ويعطي من نفسه، ويبدع في مجالاته الحياتية التي ينشط فيها، وهؤلاء يستحقون أن يعرفهم شعبهم من خلال توثيق مستمر ومتعدد الأوجه. وأملنا من الكتابة والتوثيق ألا يكون من أجل إظهار بطولات شخصية، وطمس الآخرين كما شاهدنا هذا في بعض مما كتب، وإنما من أجل أن نفخر جميعاً بالجهود التي خلقت لنا وطناً جميلاً اسمه البحرين.

 
الوسط 30 سبتمبر 2008