المنشور

لا تضيقوا عدسة التصوير

يبدو ان‮  ‬النواب ضاقوا ذرعاً‮ ‬بالصحافة،‮ ‬فراحوا هذه المرة‮ ‬يفكرون جدياً‮ ‬في‮ ‬تقييد حركة المصورين الذين‮ ‬يتواجدون داخل قاعة البرلمان ويتحركون بعدساتهم نحو النواب‮ ‬يميناً‮ ‬ويساراً‮ ‬حتى‮ ‬يلتقطوا أبرز الصور التي‮ ‬تجعل من قارئ الصحف في‮ ‬اليوم الآخر‮ ‬يعيش مع الحدث‮.‬
معظم النواب عندما‮ ‬يلاحظون المصورين موجهين عدساتهم عليهم فإن حركتهم تتغير تلقائياً،‮ ‬يعتدلون ويشيرون بأصابعهم ويغيرون من قسمات وجههم،‮ ‬والسبب في‮ ‬ذلك حتى‮ ‬يراهم جمهورهم،‮ ‬ويقتنعوا بأنهم أبلوا بلاء حسناً‮ ‬في‮ ‬الجلسة‮.‬
ولكن بعض النواب أرادوا ان‮ ‬يضحوا بذلك،‮ ‬لأنهم اكتشفوا بان عدسات المصورين تلتقط لهم صورا أحيانا لا‮ ‬يرغبون في‮ ‬ان‮ ‬يشاهدها جمهورهم،‮ ‬كقبلة على انف مسؤول أو اعتذار لهذا وذاك،‮ ‬فكثير من النواب تراه مهاجماً‮ ‬لوزير ما في‮ ‬الجلسة وما ان‮ ‬يخرج من الباب حتى‮ ‬يلحق به ويعتذر‮!‬
وبما أنهم لا سلطة لهم على الصحافة،‮ ‬فكروا في‮ ‬تقييد هذه العدسة‮.‬
ولكي‮ ‬لا‮ ‬ينحرجوا مع الناس ولا الصحافة،‮ ‬فكروا في‮ ‬أن‮ ‬يخاطبوا عددا من سفارات وبرلمانات بعض الدول العربية والأجنبية للاستفسار عن هذا الموضوع‮.‬
واستأنس النواب والأمانة العامة للمجلس بما وجدوه في‮ ‬بعض الدول حيث‮  ‬يُسمح للمصورين بالتصوير في‮ ‬بدء الجلسة فقط،‮ ‬ومن ثم‮ ‬يتوجهون الى شرفة الإعلاميين للتصوير والمتابعة ولا‮ ‬يسمح لهم بالتواجد داخل القاعة إلا في‮ ‬أضيق الحدود بعد أخذ الموافقة‮.‬
لا أفهم من‮ ‬يدعي‮ ‬انه مدافع عن قانون مستنير للصحافة،‮ ‬ومن جانب آخر‮ ‬يريد ان‮ ‬يدفع باتجاه التضييق على الصحافة من خلال حرمان المواطن من مشاهدة الصورة التي‮ ‬يكون لها بالغ‮ ‬الاثر في‮ ‬معرفة ما‮ ‬يحدث في‮ ‬البرلمان وخلال الجلسة‮.‬
التفكير في‮ ‬هذا النوع من التضييق على المصورين امر مستهجن،‮ ‬ونطالب ان‮ ‬يرفضه النواب خصوصاً‮ ‬من‮ ‬يحق لنا ان نسميهم بأصدقاء الصحافة‮.‬

صحيفة الايام
7 سبتمبر 2008