المنشور

رقية الغسرة‮.. ‬شعلة البحرين الدولية في‮ ‬عالم الرياضة


لنا أن نفتخر ونعتز بابنة البحرين الفتية وبطلتها العداءة الأولمبية رقية الغسرة التي شرفت الوطن ورفعت رايته في أكثر من محفل رياضي عربي ودولي منذ انطلاقتها الأولى في عالم ألعاب القوى العام 2000 مروراً بحصدها الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية في دورة الألعاب الآسيوية والبطولة العربية في الأردن ومصر وبطولة غرب آسيا في الدوحة ووقوفاً على مشاركتها في أولمبياد بكين العام ,2008 فهذه البطلة البحرينية التي تحدت صعاباً كثيرة من أجل ممارسة رياضة العدو والتفوق فيها، ينبغي أن نتوجها في كل مناسبة حتى وإن أخفقت في إحدى المسابقات، فيكفيها أنها حصدت من الميداليات السالفة الذكر ما يجعل حصولها حتى على واحدة منها بطلة بحرينية أولمبية إلى زمن بعيد، ذلك أنها أسهمت في التعريف بالبحرين عربياً ودولياً على صعيد الرياضة.

 
ورياضة العدو تحديداً التي ظلت لفترة طويلة حكراً على أهل الخبرة الطويلة في دول أوروبا وأمريكا، هذا إلى جانب كونها امرأة تجاوزت محظور أو تابو مشاركة المرأة الخليجية في مثل هذه البطولات الرياضية وأثبتت أنها ابنة البحرين الأصيلة التي انفتحت من خلال دلمونها القديمة على العالم كله، وأكدت من خلال ممارستها هذه الرياضة احترام العالم بأسره لهذه الفتاة دون وقوف على كونها لبست حجاباً أو انطلقت بحرية وأمام مرأى العالم كله في مضمار العدو.


رقية الغسرة التي أوشكت وسائط الضوء أن تنساها أو تتجاهلها بمجرد عدم فوزها بعد التأهل في مسابقة العدو بأولمبياد بكين، ينبغي أن تظل بطلة وينبغي أن تسلط كل وسائط الضوء عليها أكثر وترفع من معنوياتها باستمرار، كما ينبغي على الجهات المعنية بالرياضة أن تكرمها وتلتفت إلى كونها حالة رياضية استثنائية في البحرين وأن تستثمر طاقتها وخبرتها في رفد الرياضة البحرينية ببطلات من أمثال رقية الغسرة، فمثلها يجب أن يتوج على صعيد رياضة العدو بطلاً شعبياً في وطنه، ويدعم بكل السبل حتى يظل نجمه ساطعاً في سماء الرياضة البحرينية، إذ ما فائدة أن نحظى ببطل في أي مجال وخصوصاً المجالات الرياضية الشعبية لا جمهور له ولا شعبية؟ ما فائدة أن نتوج أبطالاً لا يعرفهم الشعب إلا في المناسبات الرياضية العربية والدولية ومن خلال الصحافة ووسائل الإعلام؟


رقية الغسرة التي لم تمنعها إصابتها في معسكرها التدريبي في باريس -على رغم الأسف الشديد الذي بلغ بها عندما لم تتمكن من خوض بطولة العالم في اليابان والمنافسات المحلية- ها هي رقية تشارك في أولمبياد بكين، وهذا دليل ارتباط غير عادي برياضتها المأثورة (العدو) وإصرار نبيل على تمثيل مملكة البحرين في هذا المحفل الرياضي الدولي، ولربما لو كانت في موقع آخر لطالبوها أو منعوها من المشاركة وإن تبينت صحتها أو قدرتها على مزاولة رياضتها، ذلك أن الأبطال سيظلون أبطالاً وإن لم يشاركوا في بعض المسابقات الدولية، وإن مشاركتهم وإن تأخرت قليلاً أو طويلاً بعض الوقت ستؤتي ثمارها أو أكلها دون ريب، ونحن ننتظر من رقية الغسرة الكثير الكثير ونرفع هاماتنا عالياً في كل مسابقة دولية أو عربية ترشح إليها، وبقدر ما ننتظر منها ننتظر من الجهات المعنية تهيئة مناخات التدريب لها في البحرين وخارجها، ذلك أن من يهيأ له مضماراً ‘فروسياً’ وماراثونياً في دولة غير البحرين لا شك أن فرص تأهله للفوز ستكون أكثر، فهيئوا لبطلة البحرين رقية الغسرة مثل هذه المضامير أو ابعثوها إليها وسترون منها الكثير الكثير ما يسهم في توسيع خارطة البحرين في جغرافيا العالم، فلا تعقدوا الآمال الكبيرة على العداءة رقية الغسرة، لأنها أمل الرياضة الكبير في مملكة البحرين،بل اعقدوا الآمال على من يعقد العزم في كل مناسبة على دعم الرياضة وأبطالها في مملكة البحرين
 
من جريدة الوطن