المنشور

هل تحقق‮ “‬مالية‮” ‬النواب هدفاً‮ ‬جديداً؟

استطاعت اللجنة المالية والاقتصادية بمجلس النواب خلال الفصل التشريعي‮ ‬الأول،‮ ‬أن ترفع ميزانية وزارة الإسكان إلى ‮٠٣ ‬مليون دينار،‮ ‬وهي‮ ‬أعلى ميزانية في‮ ‬تاريخ الوزارة،‮ ‬وهذا بعد جهد كبير بذله أعضاء اللجنة المالية حينها والتي‮ ‬كانت تضم كوادر اقتصادية مهمة من بينهم وزير الإعلام الحالي‮ ‬والنائب السابق جهاد بوكمال الذي‮ ‬أبلى بلاء حسناً‮ ‬خلال مناقشة الميزانية،‮ ‬بالإضافة إلى عبدالنبي‮ ‬سلمان وجاسم عبدالعال،‮ ‬بوصفهما رجال اقتصاد من الدرجة الأولى،‮ ‬وبدأنا نشعر حاجة اللجنة المالية إلى خبرتهم خلال دور الانعقاد المقبل،‮ ‬خصوصاً‮ ‬وأن الشهرين المقبلين من المرجح أن تحيل الحكومة مشروع الميزانية إلى البرلمان‮.‬
كيف سيتعاطى مجلس النواب وبالتحديد اللجنة المالية مع مشروع الميزانية؟ إن نجحوا في‮ ‬تضمين الميزانية المقبلة علاوة الغلاء أو ما‮ ‬يعادلها بحيث لا‮ ‬يشعر المواطن أن قطرة العسل كانت لسنة واحدة فقط،‮ ‬فسيصفق لهم الجمهور،‮ ‬رغم ان وجهة نظرنا أن زيادة الرواتب خير من علاوة الغلاء،‮ ‬وإن لم‮ ‬يستطع النواب أن‮ ‬يجعلوا من مشروع الميزانية نعمة ظاهرة على المواطن فسوف لن‮ ‬يرحمهم الناس،‮ ‬والسبب ان الجميع‮ ‬يعرف أن ميزانية الدول مريحة جداً‮ ‬بسبب الارتفاع المتواصل لأسعار النفط‮.‬
الوزارات الخدمية تحتاج إلى ميزانية أكبر بكثير مما هو مرصود لها،‮ ‬ومن بينها وزارة الإسكان رغم ان ميزانيتها تاريخية،‮ ‬ولكنها تحتاج الى المزيد في‮ ‬ظل‮ »‬تسونامي‮« ‬ارتفاع أسعار الأراضي،‮ ‬حتى صار المواطن لا حول له ولا قوة،‮ ‬بل راح‮ ‬يعتبر أن السكن في‮ ‬وحدة سكنية ضرب من الخيال،‮ ‬إلا بعد أن‮ ‬يمضي‮ ‬على زواجه ‮٠٢ ‬عاماً‮.‬
نتفهم جيداً‮ ‬ان وزارة الإسكان تلتزم بما لديها من مخصصات تحددها ميزانية الدولة،‮ ‬ولكن لن نتفهم من النواب إن لم‮ ‬يناوروا ويجادلوا ويضغطوا من أجل زيادة ميزانية وزارة الإسكان‮.. ‬وإن فعلوا فإن هدفاً‮ ‬جديداً‮ ‬ستحققه اللجنة المالية والاقتصادية على صعيد الملف الإسكاني‮… ‬أتمنى ذلك‮.‬

صحيفة الايام
24 اغسطس 2008