المنشور

نجوم الإدارة في‮ ‬الأولمبياد‮!!‬


حال البحرين الرياضية في أولمبياد بكين، حال غريبة وعجيبة وأعتقد بأنها استثنائية جداً إذا ما قورنت بالدول المشاركة الأخرى، إذ إن وفدنا الرياضي البحريني هو الوحيد تقريباً الذي يفوق عدد الإداريين والمرافقين فيه من المؤسسة العامة للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية عدد اللاعبين المشاركين الأساسيين في الأولمبياد ربما بثلاثة أضعاف، كما لو إن الإداريين والمرافقين هم من يتصدى لمسابقات الأولمبياد واللاعبين هم من ينبغي أن يشرفوا عليهم، أو كما لو إن العناية ‘الإدارية’ بلغت بسخائها الإنساني إلى الحد الذي خصصت فيه سبعة إداريين لكل لاعب.
حالة تثير الغرابة فعلاً، فالمتابع لهكذا حالة أو وضع سيوقن بأن ملاعبنا الرياضية وجدت من أجل إنتاج ‘الإداريين’، واللاعبين هم خط ‘الاحتياط’، والدليل المباني الإدارية التي أوشكت أن تخلو من القائمين على الشأن الرياضي من أجل عين الأولمبياد!!
أليس من الأجدى بهذه ‘الوفرة’ الإدارية في المؤسسة واللجنة الأولمبية زيادة عدد المشاركين في مسابقات الأولمبياد حتى إن لم يحصدوا شيئاً، على الأقل المتابعة والاستفادة من تجارب وخبرات الضالعين في المجال الرياضي الأولمبي وجهاً لوجه، بدلاً من تركهم يلعقون حسرتهم ويندبون حظهم وهم يتابعون الأولمبياد من خلال الفضائيات والصحف؟ أليس من الأجدى بهم التفرغ لتدشين مسبح متميز (مثل الناس) لهواة السباحة؟ وما أكثرهم في هذه الجزيرة التي لا يوجد فيها للأسف مسبح للتدريب، الأمر الذي يضطر بعضهم للبحث عن مسبح (الله عاد له) في المنطقة الشرقية! هل يعقل أن البحرين التي تتوافر على طاقات متميزة إناثاً ورجالاً في ألعاب القوى، لا يستثمر منها إلا واحد أو اثنين في مجال معين وغالباً ما يكون الجري؟! أين مشاركة البحرين في تنس الطاولة والتي توفرت (حسب العلم) على طاقة عربية في هذا المجال وينفق عليها كثير من الأموال، أين هي من هذه المشاركة الأولمبية؟! كيف يمكننا تهيئة صفوف رياضية أولمبية ونحن لم نزل بعد نقف عند طاقات معينة (يعطيهم الله العافية) لم ترفد بطاقات أخرى ولو من باب الاحتياط أو الحالات الطارئة؟
متى يكون للمؤسسة بناها الخاصة بهذه الألعاب؟
رياضات الأولمبياد كثيرة وهائلة ومشاركاتنا لا تتجاوز حدود ما تعارفنا عليه في بلدنا ووفق الرياضات التي أصبحت تقليدية في مجتمعنا، فأين المؤسسة واللجنة الأولمبية من هذه الرياضات الأخرى؟ هل وجدت للفرجة فحسب؟ متى تهيأت الفرصة للوفد الإداري والأولمبي أو متى تمت دعوتهم لأحد الأولمبيادات الآسيوية أو العالمية؟
من يعرف في الوسط الأولمبي رياضيين أو رياضيات آخرين غير رقية الغسرة ومريم جمال ورشيد رمزي؟ أين منجز المؤسسة واللجنة الأولمبية على هذا الصعيد؟ ماذا لو سأل الرياضيون هناك في الأولمبياد عن غياب الرياضيين البحرينيين عن الرياضات الأخرى؟ ماذا سنقول لهم؟ ماذا سنجيب هؤلاء لو سألوا عن اختصاص كل شخص في الوفد ومدى علاقته بالرياضة التي يتولى شأنها؟ أين الصحافيون الرياضيون عن المشاركة في هذه الأولمبياد؟ على من تقع مسؤولية دعوتهم لمثل هذه المناسبات الرياضية؟
هل هي دعابة أو نكتة حين تعرف الأوساط الرياضية الإداريين والمرافقين أكثر من معرفتها اللاعبين الأساسيين البحرينيين في الأولمبيادات؟ هل نحن بصدد خلق نجوم الإدارات وتهيئة اللاعبين الأساسيين كي يكونوا مرافقين لهم في المستقبل، مهمتهم متابعة شؤونهم وحمل حقائبهم وتوضيب غرفهم وحجز مواعيد اللقاءات بهم؟!
تستوقفني كثيراً اللقاءات التي تجرى مع بعض اللاعبين الأولمبيين ومع المشرفين على تدريبهم وعلى صحتهم الجسدية والنفسية ومع الإداريين المعنيين بشؤونهم الإدارية، فعندما يتحدثون يتكلمون عن تجربة وخبرة ومعرفة وكلها تنصب في ‘خانة’ اللاعب نفسه وفي كيفية رفع معنوياته وتنجيمه، إضافة إلى عرضهم أفلاماً وثائقية عنه حتى لو لم يقدم من التجربة والخبرة الكثير، بينما نحن لم نجد بعد، لا من المؤسسة ولا من اللجنة الأولمبية من يتملك هذه الخبرة والتجربة والدراية للحديث عن نجومنا الرياضيين في البحرين، كل ما نعرفه هو أن اللاعب سافر أو فاز في هذه المسابقة أو تلك، ولكن ماذا عن الباقي؟
الباقي سيتحدث فيه اللاعبون عن تجربة وخبرة ودراية عن ‘نجومية’ الإداريين في ‘ساحتنا’ البحرينية، داخل البحرين وخارجها.
 
الوطـن 22 أغسطس 2008