المنشور

مجالس للاسترخاء و”الباقي‮” ‬على الله‮!!‬

هل دور المجالس البلدية والنيابية هو إقامة دورات رياضية ودراسية وأسواق خيرية وفعاليات اجتماعية مشابهة وأحيانا أقل أهمية؟‮ ‬
للأسف الشديد هذا ما نلحظه بوضوح لا تعوزه‮ (‬كشافات‮) ‬أو عدسات طبية أو مناظير فلكية،‮ ‬إذ أن أكثر ممثلي‮ ‬مجلسينا البلدي‮ ‬والنيابي‮ ‬ينسون المهام المنوطة إليهم والتي‮ ‬هم دونوها ولونوها وبروزوها في‮ ‬برامجهم الانتخابية قبل الوصول إلى قبة المجلسين،‮ ‬فكلهم قبل‮ (‬التشرف‮) ‬بكرسي‮ ‬المجلس سيفعلون لأهالي‮ ‬مناطقهم ومواطني‮ ‬البحرين ما‮ ‬يرضي‮ ‬الله ويرضي‮ ‬ضمائرهم ويرضي‮ ‬من منحهم الثقة للقيام بهذه المهمة الوطنية الجسيمة،‮ ‬وكلهم أقسموا اليمين على ذلك،‮ ‬وكلهم أعلن تصديه للفساد ومرتكبيه دون رجعة،‮ ‬وكلهم وعدنا بواحة خضراء لا مثيل لها إلا في‮ ‬مخيلتنا‮ (‬المجهدة‮)‬،‮ ‬كلهم أعلنوا أمام الملأ بأنهم أهل للأمانة والمسؤولية المناطتين إليهما،‮ ‬ولكن ما إن دخلوا معترك‮ (‬الحياة‮) ‬تبدلت وعودهم،‮ ‬ولم نسمع إلا ضجيجاً‮ ‬وصراخاً‮ ‬وكيل تهم‮ ‬يتقاذفونها فيما بينهم وكما لو أن المجلسين صار أشبه بـ(مدرسة المشاغبين‮)‬،‮ ‬وحتى‮ ‬يسلموا من استنكار ورفض منتخبيهم وأهالي‮ ‬مناطقهم لا بد من‮ (‬ترضية‮) ‬تسعفهم من شر المآل،‮ ‬وللترضية لديهم طرق عدة،‮ ‬من هذه الترضيات كما أسلفت إقامة دورة رياضية أو دراسية أو تكريم فريق رياضي‮ ‬وإن لم‮ ‬ينجز شيئاً‮ ‬يذكر طيلة تأسيسه،‮ ‬والاشتغال في‮ ‬مجال‮ (‬تخليص‮) ‬جوازات سفر أو سكن أو ما شابه،‮ ‬والتبرع بكم‮ (‬كارتون‮) ‬عصير وكم‮ (‬كيس‮) ‬مكسرات لزواج أحد أبناء أو بنات المنطقة خاصة ممن قدموا لممثلهم أصواتاً‮ ‬تقدر بثمن،‮ ‬والتوسط لأبناء من‮ ‬ينتمون إلى جمعيتهم للدراسة الجامعية،‮ ‬وقس على تلك‮ (‬المزايا‮) ‬البلدية والنيابية لممثلينا الأشاوس الكثير‮.. ‬
يا جماعة هل هذه مهام المجلسين؟ هل نلحظ ممثلوا المجالس البلدية والنيابية في‮ ‬دول أخرى‮ ‬يضطلعون بهذه المهام؟ أم أن مهامهم تتجاوز هذه الأمور التي‮ ‬من الممكن أن‮ ‬يضطلع بها أهلها مباشرة من خلال مؤسسات المجتمع المدني‮ ‬والأندية الرياضية والجمعيات والصناديق الخيرية والجمعيات النسائية والنقابات العمالية،‮ ‬تتجاوزها إلى ما هو أبعد؟‮ ‬
هل حاول ممثلونا مثلاً‮ ‬الجلوس على طاولة واحدة مع بعض العمال والنقابيين للاستماع إليهم وما هي‮ ‬ملفاتهم الملحة في‮ ‬الوقت الراهن؟ هل حاول هؤلاء الممثلين استيعاب محنة العاطلين وطالبي‮ ‬العمل وأصحاب الأجور المتدنية؟ هل اجتمعوا مع وزراء معنيين بهذا الشأن وتدارسوا المشكلة من منطلق أبناء الوطن وليس أبناء الحارة أو‮ (‬الفريج‮) ‬أو الجيران؟ هل قدموا دراسات حول التلوث البيئي‮ ‬في‮ ‬المملكة أم اكتفوا بالزيارة الميدانية لمصانع البيئة والتدوير في‮ ‬فرنسا؟‮ ‬
إنها مهام ليست بسهلة ولا تنتظر نهاية إجازة الخمسة أشهر حتى تحل؟‮ ‬
وحتى الإجازة‮ ‬يستثمرها بعض هؤلاء الممثلين للمجلسين لشغل فراغ‮ ‬أبناء المنطقة بما‮ ‬يسليهم داخل الوطن ويخفف ويقلص حجم‮ (‬التأنيب‮) ‬لضمائرهم أثناء قضائهم إجازتهم خارج البلد،‮ ‬علماً‮ ‬بأن فراغ‮ ‬الصيف له من‮ ‬يتصدى له من أهل الشأن،‮ ‬في‮ ‬وزارة التربية والتعليم ووزارة التنية الاجتماعية والمؤسسة العامة للشباب والرياضة ومركز سلمان الثقافي‮ ‬وغير هذه المؤسسات الحكومية والخاصة‮.. ‬
وأخيراً‮ ‬وليس آخراً‮.. ‬هل دور هذه المجالس‮ ‬ينتهي‮ ‬عند انتخاب وترشيح وتزكية ممثليها هل هؤلاء الممثلين‮ ‬يفهمون هذه المجالس على أنها مكان‮ (‬للجلوس‮) ‬والاسترخاء من بعد إجهاد ولهاث للوصول إلى أحد مقاعد المجلسين الوثيرة؟
 
صحيفة الوطن
10 اغسطس 2008