المنشور

أفيقوا فقد سأمنا


لا مجال لغيرنا من الأمم لهدر الوقت، في توافه الأمور وصغارها كما نهدر وقتنا نحن امة العرب والمسلمين، في خلافات مصطنعة لا تقدم ولا تؤخر في تقدمية امتنا، غير التناحر والتكفير، بسبب تحويل كلام البعض إلى مقدسات، فالويل والثبور وعظائم الأمور لمن ينتقد فكرة قال عنها فلان من الناس، أو فتوى أصدرها.


تخرج من الملة والإسلام إن قلت رأياً انتقدت فيه تلك الفتوى أو الفكرة، وتكون في الجنة إن سرت على منواله وطأطأت رأسك في كل ما يقوله، وصفقت أو كبرت حين ترتفع نبرة صوته.
ليس هذا يا أمة العرب والمسلمين، ما جاء به الإسلام من نقاء، بل هذا هو الشقاق والتمزيق، بحجة وجود مذاهب وطوائف.
علام هذا التقاتل في بعض الدول، هل من اجل التحول المذهبي، فالناس يا سادة ستظل تحافظ على محتواها المذهبي، وليس المطلوب من الشيعي أن يتسنن ولا من السني أن يتشيع، بل لن يحصل هذا إلا ما نذر.


ما نريده في وقتنا الراهن هو أن تتوحد هذه المذاهب من اجل الوطن كل الوطن، بشماله وجنوبه، قراه ومدنه، خصوصاً في هذا الظرف الإقليمي الذي يحيط بالمنطقة.
فجاءت توجيهات جلالة الملك لحوار ديني جامع، في وقت نحتاج إلى كلمة سواء، تجمع لا تفرق، تبني لا تهدم.
حتى لو نظرنا إلى التاريخ الإسلامي فهناك الكثير مما يجعل الطريق معبّدا أمام الحوار، ألم يشر القرآن إلى حوار بين الله وإبليس، وأعاد ذكرها أكثر من ٦ مرات، ألم يضمن القران الحقوق الإنسانية والقانونية لغير المسلمين الذين يعيشون على البلاد الإسلامية، لهم الحق في المسكن والمأكل والعمل، رفع عنهم التمييز في الحياة الإنسانية، كيف بنا ونحن تربطنا ببعضنا أواصر الدم والعروبة والإسلام.. أفيقوا فقد سأمنا.
 
الأيام 27 يوليو 2008