المنشور

الدوام المرن في المدارس


حسب تصريحات المسئولين في وزارة التربية والتعليم فإن الوزارة وبالتعاون مع ديوان الخدمة المدنية تدرس تجربة تطبيق نظام الدوام المرن في ثماني مدارس حكومية بدءاً من العام الدراسي المقبل بحيث يبدأ الدوم المدرسي من الساعة الثامنة أو الثامنة والنصف لينتهي في الساعة الثالثة أو الثالثة والنصف مساء.

المسئولون في الوزارة أوضحوا أن تطبيق هذا النظام يهدف إلى التخفيف من الازدحام المروري الذي تشهده المملكة مع نهاية دوام الوزارات الحكومية والشركات والمؤسسات الخاصة بجانب توفير المزيد من الوقت لعملية التعليم وتأدية الطلبة لواجباتهم المدرسية بإشراف مدرسيهم بالإضافة إلى الاستفادة القصوى من المرافق المدرسية للطلبة مثل الصالات الرياضية ومراكز مصادر التعلم ومعامل الحاسوب والمختبرات العلمية بتوظيفها واستثمارها بصورة أكبر لصالح الطلبة.

الوزارة لم تكشف عن قيامها بأي دراسة أو استبيان لمعرفة مدى الاستفادة من نظام الدوام المرن حال تطبيقه، كما أنها لم تبين بصورة جلية الخطة التي ستتبعها في هذا المجال، وإنما اكتفت بالإعلان عن البدء في تجربته في عدد من المدارس الحكومية وتعميمه في حالة نجاحه على باقي المدارس بشكل متدرج.

وعلى رغم معارضة الطلبة وأولياء الأمور وحتى المدرسين لتطبيق هذا النظام إلا أن الوزارة تؤكد نجاحه في بعض المدارس الخاصة وبذلك إمكان نجاحه في المدارس الحكومية.

لكل من المعترضين على تطبيق النظام المرن أسبابه الخاصة؛ ففي حين يرى أولياء الأمور أن هذا النظام يمكن أن يتسبب في زيادة الأعباء المادية الملقاة على عاتقهم من خلال توفير مبالغ إضافية لأبنائهم للحصول على وجبة الغذاء في المدرسة بجانب وجبة الفطور، يرى الطلبة ويشاطرهم في ذلك المدرسون أن الظروف الجوية في البحرين وخصوصاً في فصل الصيف الذي يستمر لأكثر من ستة أشهر لا تساعد على بقاء الطلبة في حالة ذهنية تمكنهم من مواصلة الدراسة والاستيعاب الكامل في فترة الظهيرة، كما أن تمديد فترة الدوام المدرسي حتى الساعة الثالثة والنصف يحرمهم من قضاء وقت أطول مع عائلاتهم وخصوصاً في فترة بعد الظهر التي يقتطعون جزءاً منها في عمليات التصحيح والتحضير.

صحيح أن الكثير من المدارس الخاصة تتبع النظام المرن إذ يبقى الطلبة في مدارسهم حتى بعد الساعة الرابعة أحياناً ولكن الفرق بين هذه المدارس ومدارسنا الحكومية هي أن المدارس الخاصة مهيأة لذلك إذ توجد بها أماكن خاصة لتناول الطلبة لوجباتهم «كفتيريات»، في حين يضطر أبناؤنا لـ «القتال» من أجل الحصول على وجبة الفطور من المقصف الصغير الذي يخدم مئات الطلبة في المدرسة ويبقى الضعفاء منهم أحياناً من دون هذه الوجبة ويمكن أن يبقوا دون ماء بسبب أن البرادة الوحيدة في المدرسة قد أصابها العطب، فعن أي دوام مرن يتحدثون؟
 
الوسط 26 يوليو 2008