المنشور

عودة حليمة إلى عادتها القديمة..!

 

 

 



حتى في حمأة اشتداد التصارع بين السلطة المستقوية بواجهاتها الدينية التي صنعتها واستبسلت من أجل ايصالها إلى البرلمان في نسختيه الأولى والثانية، وبين المعارضة الدينية التي اختارت بمحض ارادتها خوض هذا الصراع بمواد وأدوات طائفية مدمرة – حتى في حمأة اشتداد هذا التناطح، لم تفقد القوى الوطنية والديمقراطية بوصلتها قيد انملة، بل صعّدت من خطابها المشدِّد على الطابع الوطني الديمقراطي للنضال المشروع للشعب البحريني والذي وضعت بينه وبين التخريب والفوضى الغوغائية حدا فاصلا لا يقبل المساومة.



وهي لذلك إذ تؤكد على سلمية النضال الذي كفلته لكافة شعوب الأرض المواثيق والمعاهدات الدولية، فانها تدين وتستنكر بأشد عبارات الشجب والتنديد أعمال التعذيب التي أكدت هيئات الدفاع عن المعتقلين الذين حوكموا في قضايا العنف مؤخرا تعرضهم لها.

 
والقوى الوطنية والديمقراطية التي أخذت على عاتقها مطلع تسعينيات القرن العشرين الماضي كسر حاجز الخوف الذي انشأه نظام أمن الدولة وقانونه سيء الصيت بتصدرها لمبادرة العريضة النخبوية، والتي قدمت تضحيات جسيمة، استشهادا، وسجنا ونفيا ومحاربة في الرزق، من أجل وضع حد لمناخ الخوف المشاد على صنوف التعذيب التي مورست على نطاق واسع في تلك الحقبة السوداء، لن تسمح بأن يستغل الجلادون حالة الارتباك والعشوائية التي تجتازها حركة النضال الوطني راهنا، للعودة ثانيةً إلى عادتهم القديمة بعد أن أمَنوا عقوبة جرائمهم السابقة.