المنشور

الجمعيات أصابها الملل

كتبنا مرات عدة في‮ ‬هذه الصفحة بالتحديد كونها المعنية بتغطية فعاليات الجمعيات السياسية،‮ ‬بان هذه الجمعيات دخلت في‮ ‬سبات،‮ ‬ولكن كنا نتوقع انها ستكون لفترة محددة،‮ ‬نتيجة لصدمة نتائج الانتخابات النيابية،‮ ‬وبعدها سيتم تجاوز هذه المرحلة وستعاد صياغة عمل سياسي‮ ‬جديد،‮ ‬مختلف تماماً‮ ‬عن ما كان هو عليه في‮ ٢٠٠٢.‬
تصريحات لقادة جمعيات سياسية ملأت أجزاء عديدة من هذه الصفحة،‮ ‬سنقوم،‮ ‬وسنفعل،‮ ‬وسنتبنى،‮ ‬وتكتشف انها فقط تصريحات تسد فراغات في‮ ‬الصحف اليومية‮.‬
بعض الجمعيات نظم العديد من ورش العمل وخرجت هذه الورش بتوصيات ولكن أين تنفيذ هذه التوصيات؟ اين المطابخ السياسية التي‮ “دوشونا‮”‬بها؟ اين تبني‮ ‬ملفات الفساد ومنها‮ “‬ألبا”،‮ ‬اين اللجنة المشتركة بين الجمعيات السياسية لتقديم رؤية موحدة في‮ ‬ملف الدوائر الانتخابية،‮ ‬كلها ذهبت هباء منثورا‮.‬
ولذلك نقول انه‮ ‬يبدو ان الجمعيات خصوصاً‮ ‬تلك التي‮ ‬لم‮ ‬يكن لها نصيب تحت قبة البرلمان أصابها الملل وكأن العمل السياسي‮ ‬مرتبط فقط بالبرلمان،‮ ‬ولعل سبب آخر‮ ‬يجعل من بعض الجمعيات التراجع عن العمل السياسي‮ ‬من خارج البرلمان ان الجمعية الكبرى وبجماهيرها لا تعير القوى السياسية التي‮ ‬لم تصل للبرلمان أي‮ ‬اهتمام،‮ ‬فلا لجنة تنسيق ولا تحالف‮ ‬يجدي،‮ ‬وزواج المتعة السياسي‮ ‬الذي‮ ‬قالوا عنه انقطعت مدته،‮ ‬برفع الجماهير التي‮ ‬تصفق في‮ ‬الندوات للشخصيات الوطنية خلال فترة المقاطعة،‮ ‬وعبر توجيه الاسلام السياسي‮ ‬بسقوط تيار هذه الشخصيات،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فإن أي‮ ‬آمال منعقدة حول بعض الشخصيات الوطنية والديمقراطية بعودة زخمها أمام الجماهير هو وهم،‮ ‬وبالتالي‮ ‬يكون على هذه الجمعيات التي‮ ‬أصابها السبات وخصوصاً‮ ‬الديمقراطية والعلمانية ان تعيد قراءتها للواقع السياسي‮ ‬مرة أخرى وان تقدم لجماهيرها خدمة عبر توحدها ولو لمرة واحدة،‮ ‬في‮ ‬ظل هيمنة مغضوض النظر عنها لتيار الإسلام السياسي‮ ‬الذي‮ ‬يسيطر على مفاصل مهمة من مؤسسات حيوية وخدمية‮.‬

صحيفة الايام
8 يونيو 2008