المنشور

قانون الاجراءات مثالاً‮ ‬

بدلاً‮ ‬من انشغالات نوابنا الكرام بتوافه الأمور وصغائرها،‮ ‬وبدلاً‮ ‬من انشغالهم بانسحابات من قاعة البرلمان،‮ ‬أو مساومات الاستجوابات لنيل مكاسب والتوسع في‮ ‬الدولة للهيمنة على مفاصلها لبث أفكار الضلال والرجعية،‮ ‬فليتوقفوا قليلاً‮ ‬أمام رزمة القوانين والتشريعات التي‮ ‬صدرت ولا تتناسب مع المشروع الإصلاحي‮ ‬لجلالة الملك،‮ ‬لانها تتضمن روح قوانين سيئة الصيت في‮ ‬المرحلة الغابرة التي‮ ‬لم نحصد منها لا بصل ولا رمان‮.‬
قوانين تتناقض مع اتفاقيات ومعاهدات دولية وقعت عليها البحرين،‮ ‬ويجدر بالتشريعيين ان‮ ‬يقوموا بتحديث هذه التشريعات‮ ‬غير الملائمة،‮ ‬ومنها على سبيل المثال قانون الإجراءات التي‮ ‬يتضمن مادة‮ ‬يتم استغلالها لحبس المتهم مدداً‮ ‬احتياطية‮ ‬غير معقولة دون ان‮ ‬يحال الى المحكمة لمباشرة إجراءات القضاء‮.‬ بعيداً‮ ‬جداً‮ ‬عن قضية موقوفي‮ “‬ألبا‮” ‬اللذين مازالا في‮ ‬التوقيف لمدة ‮٩ ‬أشهر نتيجة لاستغلال هذه المادة التي‮ ‬يفسرها المحامون بطريقة والنيابة والقضاء بطريقة أخرى،‮ ‬فإن هناك خللاً‮ ‬لا‮ ‬يتناسب مع مكانة البحرين الحقوقية والإنسانية في‮ ‬تطبيق مثل هذا القانون‮.‬
ويقع على عاتق النواب ان‮ ‬يفكروا ملياً‮ ‬في‮ ‬تحديث هذه التشريعات وأن‮ ‬يكون دور الانعقاد المقبل محطة لتحديث هذه القوانين،‮ ‬ومنها قانون الإجراءات،‮ ‬عبر تضمينه مادة تحدد سقفاً‮ ‬محدداً‮ ‬للحبس الاحتياطي‮ ‬تكون واضحة وغير قابلة للتأويل،‮ ‬إلا إذا أصر النواب على ان‮ ‬يكون بداية دور الانعقاد المقبل متوتراً‮ ‬نتيجة لصراع كتل تلعب بها الطائفية لدرجة كبيرة،‮ ‬وهو ما حذرنا منه مسبقاً‮.‬
ان التشريعات التي‮ ‬لا تتلاءم مع روح وجوهر الاتفاقيات الدولية التي‮ ‬وقعتها البحرين ليست بالقليلة،‮ ‬وان الإجراءات القضائية تحتاج الى تطوير،‮ ‬وهو ما أكدته القيادة من ضرورة تسريع الإجراءات القضائية في‮ ‬جميع مراحلها،‮ ‬فقد بات من المزري‮ ‬ان تكون إجراءات التقاضي‮ ‬والمحاكمة لمدة تطول على ‮٣ ‬سنوات،‮ ‬وإجراء توقيف تطول على السنة‮. ‬ قد أوافق على هذه البيروقراطية لو كنا في‮ ‬عصر لم تسوده لغة التكنولوجية،‮ ‬ولكن ما هو العذر الان وبكبسة زر تنقضي‮ ‬حوائج الانسان.
 
صحيفة الايام
2 يونيو 2008