المنشور

تجاهلوك‮ ‬يا طرفة

يعرف عند البحرينيين ان الشاعر الجاهلي‮ ‬طرفة بن العبد هو من أهل بلدنا،‮ ‬فهو من قبيلة بني‮ ‬قيس بن ثعلبة من بني‮ ‬بكر بن وائل،‮ ‬وهي‮ ‬قبيلة عاشت في‮ ‬البحرين،‮ ‬فأنجبت طرفة وترعرع في‮ ‬بلدنا حتى أصبح من الشعراء الذين تم تعليق شعرهم على الكعبة في‮ ‬الحجاز‮.‬
طرفة ذلك العملاق الجاهلي‮ ‬الذي‮ ‬أتى بشعر فيه ما فيه من الإنسانية العظيمة،‮ ‬لا أثر له ولا نصب ولا تذكار في‮ ‬بلاده،‮ ‬من أقصاها الى أقصاها‮.‬
وهنا لابد ان نقدم سؤالا الى القائمين على الثقافة والمسؤولين في‮ ‬الإعلام والسياحة،‮ ‬ألا تعرفون ان طرفة من البحرين،‮ ‬وانه مفخرة لكم ان تشهروا ذلك،‮ ‬لأنه علم من أعلام بلادنا‮.‬
المسؤولية لا تقع على السلطة التنفيذية فقط،‮ ‬بل حتى المجتمع المدني‮ ‬أضاع حق طرفة،‮ ‬بما فيهم أهالي‮ ‬قرية المالكية المقصرون في‮ ‬حقه،‮ ‬لأنه وكما‮ ‬يقال ان ابن العبد كان من أهلهم‮.‬
ألا‮ ‬يتسحق ان‮ ‬يقدم عضو المجلس البلدي‮ ‬لمنطقة المالكية اقتراحاً‮ ‬بتشييد نصب تذكاري‮ ‬لطرفة بن العبد على مدخل القرية،‮ ‬أو‮ ‬يتم إحياء تراث طرفة وشعره‮.‬
بل حتى في‮ ‬مناهج وزارة التربية والتعليم،‮ ‬يقرر على الطالب قصائد للحفظ،‮ ‬بينما لا توجد إلا قصيدة‮ ‬يتيمة‮ ‬يتم تدريسها للطلاب في‮ ‬مرحلة من المراحل الدراسية‮.‬
مسكين‮ ‬يا طرفة،‮ ‬لا اعرف لماذا‮ ‬يتجاهلونك؟ ويهمشونك،‮ ‬ويغضوا الطرف عنك؟
لو كان طرفة‮ ‬يعلم ان العالم سيكرم شعره المعلق،‮ ‬وسيتجاهله أهل بلده،‮ ‬لطلب ان‮ ‬يجنس في‮ ‬بلد آخر‮ ‬يحترم الأدب والأدباء‮.‬

صحيفة الايام
25 مايو 2008