هناك في جمهورية مصر العربية، بمنطقة “إمبابة”، كانت أصابع جابر تلاعب الطبل خلف “العوالم” في الأفراح والليالي الملاح، فجأة تغير سلوك جابر، اختفى فترة من الزمن، وعاد كث اللحية، يمشي خلفه ثلة من “البلطجية”، حينها عرف أهالي “إمبابة” ان يد تيار الإخوان امتدت إليه، فتحول الطبال الى شيخ يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
جابر الشيخ الطبال لم يكن يحفظ من القران إلا آيات معدودات، كما ذكر تقرير نشرته قناة العربية، وهذا ما لم يخفَ على قادة الاخوان المسلمين الذين لم يكن يعني لهم تدين جابر بقدر ما كان يهمهم ان ينفذ جابر أوامرهم، مقابل ان يكون جابر أميراً لـ “إمبابة”.
أول ما قام به الامير الشيخ الطبال هو تكسير محلات بيع أشرطة الموسيقى والغناء، وألغى مراسم الزواج المعتادة في منطقتهم التي كانت لا تضاء شوارعها إلا في مراسم الزواج، لأنها كانت منسية من الخدمات.
استمر بطش جابر حتى اتسع اسمه ونشرت صحف غربية عنه، فبدأ التحرك الرسمي للسيطرة على هذا “الأمير”، وتم محاصرة القرية وسط مقاومة شديدة حتى تم اعتقال جابر، فكانت النتيجة ان عم الفرح أهالي “إمبابة”
يشير التقرير الى ان جمهورية مصر بادرت بعد اعتقال جابر الى تحسين البنية التحتية في هذه المنطقة وتم إنارة الشوارع وبدأ الاهتمام يصب على هذه المنطقة.
ان امتدادات التيارات المضلة والمتطرفة التي بدأت تسود شيئاً فشيئاً في الوطن العربي يدعو القوى المجتمعية والرسمية الى ان تتضافر جهودها من اجل حماية الشباب من الأفكار التي تشوش العقول، وتصدأ القلوب، فالمجتمع عليه ان يرفض كل فكر مظلم، وعلى الدولة ان تهتم بكل شبر في أرض الوطن لكي لا يتم استغلال الشباب الفقراء الذين لا يملكون قوت يومهم الى العنف والإرهاب والتطرف، هرباً من النسيان والإهمال. ما يدعوننا الى التوقف جدياً هو خشيتنا من تغلغل فكر التيارات التي كان ينتمي اليها جابر الى بلادنا ظناً ان التحالف معهم قد يحمي الظهر، بل على العكس تماماً هؤلاء لا يؤمنون إلا بحزبهم وتيارهم، فهم يعطونك من طرف اللسان حلاوة ويروغون منك كما يروغ الثعلب.
صحيفة الايام
18 مايو 2008