المنشور

الشيخ جابر الذي‮ ‬كان طبالاً‮!‬

هناك في‮ ‬جمهورية مصر العربية،‮ ‬بمنطقة‮ “‬إمبابة‮”‬،‮ ‬كانت أصابع جابر تلاعب الطبل خلف‮ “‬العوالم‮” ‬في‮ ‬الأفراح والليالي‮ ‬الملاح،‮ ‬فجأة تغير سلوك جابر،‮ ‬اختفى فترة من الزمن،‮ ‬وعاد كث اللحية،‮ ‬يمشي‮ ‬خلفه ثلة من‮ “‬البلطجية”،‮ ‬حينها عرف أهالي‮ “‬إمبابة‮” ‬ان‮ ‬يد تيار الإخوان امتدت إليه،‮ ‬فتحول الطبال الى شيخ‮ ‬يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر‮.‬
جابر الشيخ الطبال لم‮ ‬يكن‮ ‬يحفظ من القران إلا آيات معدودات،‮ ‬كما ذكر تقرير نشرته قناة العربية،‮ ‬وهذا ما لم‮ ‬يخفَ‮ ‬على قادة الاخوان المسلمين الذين لم‮ ‬يكن‮ ‬يعني‮ ‬لهم تدين جابر بقدر ما كان‮ ‬يهمهم ان‮ ‬ينفذ جابر أوامرهم،‮ ‬مقابل ان‮ ‬يكون جابر أميراً‮ ‬لـ‮ “‬إمبابة‮”.‬
أول ما قام به الامير الشيخ الطبال هو تكسير محلات بيع أشرطة الموسيقى والغناء،‮ ‬وألغى مراسم الزواج المعتادة في‮ ‬منطقتهم التي‮ ‬كانت لا تضاء شوارعها إلا في‮ ‬مراسم الزواج،‮ ‬لأنها كانت منسية من الخدمات‮.‬
استمر بطش جابر حتى اتسع اسمه ونشرت صحف‮ ‬غربية عنه،‮ ‬فبدأ التحرك الرسمي‮ ‬للسيطرة على هذا‮ “الأمير”‬،‮ ‬وتم محاصرة القرية وسط مقاومة شديدة حتى تم اعتقال جابر،‮ ‬فكانت النتيجة ان عم الفرح أهالي‮ “‬إمبابة‮”‬
يشير التقرير الى ان جمهورية مصر بادرت بعد اعتقال جابر الى تحسين البنية التحتية في‮ ‬هذه المنطقة وتم إنارة الشوارع وبدأ الاهتمام‮ ‬يصب على هذه المنطقة‮. ‬
ان امتدادات التيارات المضلة والمتطرفة التي‮ ‬بدأت تسود شيئاً‮ ‬فشيئاً‮ ‬في‮ ‬الوطن العربي‮ ‬يدعو القوى المجتمعية والرسمية الى ان تتضافر جهودها من اجل حماية الشباب من الأفكار التي‮ ‬تشوش العقول،‮ ‬وتصدأ القلوب،‮ ‬فالمجتمع عليه ان‮ ‬يرفض كل فكر مظلم،‮ ‬وعلى الدولة ان تهتم بكل شبر في‮ ‬أرض الوطن لكي‮ ‬لا‮ ‬يتم استغلال الشباب الفقراء الذين لا‮ ‬يملكون قوت‮ ‬يومهم الى العنف والإرهاب والتطرف،‮ ‬هرباً‮ ‬من النسيان والإهمال‮. ما‮ ‬يدعوننا الى التوقف جدياً‮ ‬هو خشيتنا من تغلغل فكر التيارات التي‮ ‬كان‮ ‬ينتمي‮ ‬اليها جابر الى بلادنا ظناً‮ ‬ان التحالف معهم قد‮ ‬يحمي‮ ‬الظهر،‮ ‬بل على العكس تماماً‮ ‬هؤلاء لا‮ ‬يؤمنون إلا بحزبهم وتيارهم،‮ ‬فهم‮ ‬يعطونك من طرف اللسان حلاوة ويروغون منك كما‮ ‬يروغ‮ ‬الثعلب‮. ‬

صحيفة الايام
18 مايو 2008