المنشور

فيلم‮ “‬أربع بنات‮” ‬

حضرت مساء امس العرض الاول للفيلم البحريني‮ ‬اربع بنات،‮ ‬ويحكي‮ ‬الفيلم قصة اربع بنات‮ ‬يتخرجن من الجامعة ويخفقن في‮ ‬ايجاد عمل؛ فيلتحقن بقافلة العاطلين وتتبدد احلامهن المستقبلية في‮ ‬الوظيفة،‮ ‬وفي‮ ‬الاستقلالية المادية والاعتماد على الذات‮. ‬ثم‮ ‬يتفتق ذهنهن عن انشاء مغسلة للسيارات وينجح المشروع،‮ ‬ولكن شابا متدينا قريبا من العائلة وطامحا في‮ ‬الاستيلاء على المغسلة‮ ‬يتصدى له ويحاربه ويؤلب الجماهير ضده ويحشد لتخريبه عبر وسمه بالفساد والحرام والفسق والفجور،‮ ‬تصير المغسلة وصاحباتها حديث اهل الديرة،‮ ‬خصوصا حين تنطلق عريضة شعبية ويجري‮ ‬اخذ تواقيع الناس عنوة من اجل افشاله،حين‮ ‬ينوي‮ ‬قائد العملية التخريبية حرق المغسلة،‮ ‬تصير اشياء واشياء‮.. ‬ولا اريد ان افصّل وافسد عليكم متعة المشاهدة‮. ‬
في‮ ‬صناعة السينما لا‮ ‬يزال امامنا كثير ولا نزال في‮ ‬موقع الابجدية،‮ ‬يجب ان نعترف،‮ ‬لكن،‮ ‬مما لا شك فيه،‮ ‬ان هذه المحاولات رغم تواضعها تشكل نواة جيدة‮. ‬جرأة الشباب والجيل الجديد منهم في‮ ‬الدخول الى معترك المجال الفني‮ ‬تستحق الدعم والمؤازرة،‮ ‬بيد أن الطموح وعشق المهنة لا بد وان‮ ‬يرفدا بالدراسة والتأهيل،‮ ‬من دون هذا التأسيس الأوّلي‮ ‬فإن الاحتراف سيستغرق وقتا طويلا وسوف تتسم المحاولات بالوهن والضعف دوما،‮ ‬وسيتردد الممولون في‮ ‬خوض‮ ‬غمارها باعتبارها مغامرة‮ ‬غير مضمونة الارباح‮.‬ ‮ ‬
في‮ ‬كلمة الافتتاح التي‮ ‬القاها اكرم مكناس رئيس مجلس ادارة الشركة البحرينية للانتاج السينمائي‮ ‬التي‮ ‬انتجت الفيلم قال‮: ‬إن هدف الشركة هو اتاحة الفرصة للمهارات والطاقات البحرينية الشابة لبناء قاعدة سينمائية للمواهب البحرينية‮. ‬ الفيلم تمثيلا واخراجا كله شباب في‮ ‬شباب،‮ ‬وكان قد شارك في‮ ‬مهرجان الخليج السينمائي‮ ‬في‮ ‬دبي‮ ‬ونال المركز الثاني،‮ ‬وفي‮ ‬الفيلم نرى الى شباب جدد‮ ‬يفرضون اسماءهم ويجربون حظوظهم من باب الهواية وحدها فقط،‮ ‬ونرى ان اداءهم لا بأس به كأعمال اولية،‮ ‬وكنا قد رأينا عملا اكثر تميزا هو فيلم حكاية بحرينية ونطمح ان‮ ‬يرتفع المستوى جودة وصنعا واتقانا مع كل فيلم جديد،‮ ‬ان كتاب النصوص والممثلون والمخرجون قلة في‮ ‬منطقة الخليج،‮ ‬الا ان توفر المال ورغبة رجال الاعمال واهل البزنس في‮ ‬تنويع استثماراتهم وفي‮ ‬تشجيع الشباب وارساء دعائم لصناعة سينمائية من شأنه ان‮ ‬يسرّع في‮ ‬انهاض هذ الحقل الابداعي‮ ‬الجميل‮.‬ ‮
‬تساءل ابراهيم العريس الناقد الفني‮ ‬والسينمائي‮ ‬اللبناني‮ ‬في‮ ‬ندوة له قبل عدة اشهر في‮ ‬بيت عبد الله الزايد‮: ‬كيف اخفقت كل دول الخليج رغم ثرائها وارتفاع نسب التعليم وكل مظاهر العصرنة والتحديث التي‮ ‬رافقت عهد الثروة النفطية في‮ ‬تأسيس صناعة سينمائية ناهضة؟ربما كان الوعي ‬الاجتماعي‮ ‬وادراك اهمية الفن ورسالته ودوره المجتمعي‮ ‬في‮ ‬التعبير عن الذات وفي‮ ‬التغيير لم‮ ‬يكن بمستوى حجم هذه الثروات،‮ ‬لكن المشاريع الجديدة والافكار الجديدة تحتاج دوما الى مغامرين والى شبكة من اهل الاختصاص والى شراكة مجتمعية،‮ ‬فيلم‮ “‬اربع بنات‮” ‬احد مغامرات شبابنا الجميلة،‮ ‬كم اسعدت بالحفاوة التي‮ ‬لقيها ابطال الفيلم البحريني‮ ‬وطاقمه ومعده ومنتجه،‮ ‬ونحن ندخل الى صالة العرض‮ ‬يملؤنا الشوق والفرح‮. ‬فهل كثير علينا ان ننتج فيلما سينمائيا واحدا جيدا كل عام؟‮
 
صحيفة الايام
8 مايو 2008