يعد الأخ عباس عواجي واحداً من أبرز القادة التاريخيين في الحركة النقابية في البحرين، ولا نزال نتذكر صوره في الملصقات والمطبوعات التي كانت الحركة الوطنية تصدرها سراً، وهو في مقدمة المظاهرات العمالية في السبعينات مع رفاقه من الناشطين العماليين والوطنيين، للمطالبة باطلاق حرية العمل النقابي في البلاد وتحسين الأوضاع المعيشية للعمال.
وعباس عواجي، العضو في اللجنة المركزية للمنبر التقدمي حالياً والناشط في التحالف الوطني من أجل العدالة الانتقالية، هو الذي كان ضمن أول دفعة من المناضلين الذين طبق عليهم قانون أمن الدولة المشؤوم وقضى في المعتقلات سنوات عدة متواصلة، بدا مبتهجاً وسعيداً وهو يسير في الصفوف الأمامية من مسيرة الأول من مايو الأخيرة جنباً الى جنب مع أعضاء المنبر ومناصريه من الأجيال المختلفة، بمن فيهم الشبان الذين لم يكونوا قد ولدوا بعد يوم كان عباس يقيد المظاهرات ويشارك في تأسيس النقابات واللجان العمالية في سنوات الجمر.
يجدر بعباس أن يكون كذلك وهو يرى ثمار الغرس الذي زرعه هو ورفاقه وهم يطالبون بأن يكون الأول من مايو عطلة رسميةً في البحرين، وأن تكون للحركة العمالية نقاباتها المدافعة عن حقوقها، وهو ما تحقق الآن بفضل تلك التضحيات وبفضل ما أمنه المشروع الاصلاحي لجلالة الملك من حُريات ومكتسبات. وتعليقاً على ما نُشر في هذه الزاوية منذ يومين عن ذاكرة الأول من مايو في تاريخ حركتنا العمالية والوطنية كتب لي الأخ عباس عواجي (أبو بدر)، مضيفاً بعض المعلومات ذات الدلالة في هذا المجال.
يتذكر عباس انه فُصل من عمله في شركة “بابكو” في أبريل من عام ٣٧٩١ بسبب نشاطه العمالي، فالتحق بالعمل في احدى المنشآت، وكانت مناسبة الأول من مايو على الأبواب، حين شكل عباس ورفاقه فريقاً للتحضير لاحياء هذه المناسبة رغم القيود الكثيرة المفروضة على الحركة العمالية.
في الأول من مايو نفسه توقف العمال في المنشأة التي يعمل فيها عن العمل لمدة ساعة، حيث استدعاه مسؤول في المنشأة مهدداً اياه، ولكن سرعان ما انطلقت مسيرة قوامها نحو ٠٠٢ عامل من المقر القديم لوزارة العمل انتهت عند مسجد العبد، حيث وزع المتظاهرون الحلويات والمشموم الذي جُلب من البساتين.
يُعد عباس هذه المسيرة أولى الفعاليات العلنية التي أحيت الأول من مايو دون ترخيص من الجهات الرسمية، ليعقبها في العام التالي احتفال نادي البحرين في المحرق، في ظروف الحياة النيابية الأولى آنذاك. ومع أن الحياة النيابية كانت لا تزال مستمرة حين حلّ أول مايو في عام ٥٧٩١، لكن عباس عواجي، ومناضلين آخرين، كانوا قد أصبحوا في المعتقل منذ يونيو ٤٧٩١.
صحيفة الايام
8 مايو 2008