المنشور

أليس الإسكان أولى؟

التوجه العام عند وزير الإسكان الجديد الشيخ ابراهيم آل خليفة هو حل الملف الإسكاني،‮ ‬وهو ما نشعر ويشعر به النواب رغم ما حدث في‮ ‬الجلسة الاستثنائية التي‮ ‬كان مقرراً‮ ‬لها ان تناقش هذا الملف العاثر‮.‬
وما‮ ‬ينبغي‮ ‬علينا كمواطنين ورجال سياسة ان نؤازر وندعو الى الاهتمام بهذا الملف و(تصفير‮) ‬قوائم الطلبات التي‮ ‬أصبحت أوراقها صفراء نتيجة لمرور زمن ليس بالقليل عليها،‮ ‬فبعض الأوراق مركونة في‮ ‬الادراج اكثر من ‮٥١ ‬عاماً‮.‬
الآن وسط راحة في‮ ‬الميزانية لم تشهد الدولة مثلها،‮ ‬في‮ ‬ظل ارتفاع أسعار النفط،‮ ‬يبقى على عاتقنا‮ (‬الجدية‮) ‬في‮ ‬الدفع بحل الأزمة،‮ ‬من خلال رفع ميزانية وزارة الاسكان،‮ ‬لأن الاعتماد على إصرار الوزير فقط دون أن نهيئ له ما‮ ‬يمكنه من تنفيذ توجهاته لن‮ ‬يحل المشكلة‮.‬
اما بالنسبة للنواب،‮ ‬بطبيعة الحال عليهم المؤازرة والاقتراح والمراقبة،‮ ‬ولكن‮ ‬يبدو ان أملنا خائب بعض الشيء في‮ ‬التعويل على اقتراحات بعض النواب،‮ ‬التي‮ ‬بدأت تنحرف عن الجادة التي‮ ‬رسمتها هموم المواطن ليس على الصعيد الإسكاني‮ ‬فقط،‮ ‬بل حتى على مستوى العشر أولويات التي‮ ‬وعدنا بأنهم سيقدمونها بكل قوة منذ الدورة الأولى للبرلمان،‮ ‬ولكن المفاجأة ترى ان اقتراحات لا طائل منها،‮ ‬بل وتشغلنا بجدل عقيم لسنا في‮ ‬وارده هي‮ ‬التي‮ ‬تقدم‮!.‬
ومثال على ذلك،‮ ‬الاقتراح برغبة التي‮ ‬تقدمت به إحدى الكتل وهو ان‮ ‬يكون المعالج من جنس المريض نفسه،‮ ‬أي‮ ‬ان لا‮ ‬يتخصص في‮ ‬أمراض النساء والولادة إلا النساء،‮ ‬وان لا تعالج الرجل امرأة في‮ ‬أي‮ ‬موضع أصيب فيه المرض‮.‬
نتيجة هذا الاقتراح‮ ‬يا سادة‮ ‬يا نواب،‮ ‬ستخلق أزمة أخرى،‮ ‬وهو إما الاكتفاء في‮ ‬أطباء النساء والولادة،‮ ‬وبالتالي‮ ‬جميع النساء اللاتي‮ ‬درسن في‮ ‬هذا التخصص سينتظرن تقاعد زميلتهن الطبيبة التي‮ ‬سبقتهم،‮ ‬هذا أولاً،‮ ‬ثانياً‮ ‬ماذا سنفعل بالأطباء الرجال العاملين في‮ ‬هذا التخصص،‮ ‬هل نقول لهم ارجعوا الى الجامعة مرة أخرى وادرسوا تخصصاً‮ ‬آخر،‮ ‬أم سنحيلهم جميعاً‮ ‬للتقاعد‮.‬
ليس من الصالح العام ان نقدم مثل هذه المقترحات،‮ ‬في‮ ‬ظل وجود ملفات اولى ان تقدم لأجلها مقترحات برغبة‮.‬
أليس الملف الإسكاني‮ ‬جديرا ان نقدم أسبوعيا اقتراحاً‮ ‬برغبة‮ ‬يفتح نظر الدولة في‮ ‬حل هذه الأزمة‮.. ‬كونوا منصفين‮ ‬يا نواب‮.‬
توضيح‮:‬
ما أريد توضيحه ليس للعامة،‮ ‬إنما هو خاص،‮ ‬وموجه لأحد الفاعلين في‮ ‬المجتمع،‮ ‬وهو أنني‮ ‬لم أقدم اعتذاراً‮ ‬واحداً‮ ‬بشأن أي‮ ‬مقال كتبته‮.. ‬أرجو ان تصل رسالتي‮ ‬وتُستقبل بصدر رحب‮.‬

صحيفة الايام
27 ابريل 2008