المنشور

من هموم العائلة البحرينية

تتقلص يوماً بعد يوم ، السلّة الغذائية للعائلة البحرينية ، لتتناسب عكسياً مع إرتفاع معدلات التضخم المتصاعدة ، فكلما إرتفعت أسعار السلع من متطلبات المسكن و المأكل والملبس و  الدراسة والعلاج ، كلما انخفضت وتراجعت مفردات السلة الغذائية ، أي ما تحتاجه العائلة البحرينية في وجباتها الغذائية اليومية ، التي هي قوام ديمومة حياتها . إن العدد المتزايد من الأسر البحرينية قد إنقطع بالأكراه القسري عن تناول الكثير من المواد الغذائية اللازمة للحفاظ على وجبات غذائية صحية ، أو أن بعض أفراد  هذه الأسر قد آثر التنازل عن تناول بعض هذه المواد الغذائية الضرورية لصالح أفراد الأسرة الآخرين ، نتيجة للسياسات المتّبعة وإرتباط الدينار البحريني بالدولار الأميركي ، حيث فقد الكثير من قوّته الشرائية، حسب الدراسات الأقتصادية المتخصصة ، فلنأخذ مثلاً، مادة الحليب ومشتقاتها، ومنها مثال واحد وهو الحليب، فقد بلغ حتى صباح يوم 31 مارس 2008 م ، للعبوة من ماركة نيدو سعة 2,5 كغم سعر 7,795 دينار بحريني ، كما هو لدى أسواق جيان. لقد تلاشت أحلام الأسرة البحرينية بأجمل الأيام التي لم نعشها بعد ، إذ رمت سهام الجشع وسوء الإدارة طائر الفرح في ليل الغلاء المظلم . ها هي الأمومة البحرينية المعذبة تنتابها وساوس القادم من الأيام، وأيادي الأبوّة البحرينية الكادحة خالية من فيء الوطن في حيرة القوامة العائلية، حيث تنام على وسادة القروض وغلاء المعروض من السلع الضرورية وهموم توفير متطلبات الصحة والدراسة والسكن والعيش الكريم لأبنائها. هاهي الطفولة البحرينية تحرم من السعادة والمرح بسبب غلاء المواد الغذائية والدراسية وحتى الألعاب ، ناهيك عن متعة السفروفوائده الكثيرة وذكريات السياحة والفرجة ، وهي تعيش في بيوت عمودية صغيرة مكتظة بالأنفس والمشاكل الناجمة عن تردّي الوضع الإقتصادي وشحّة المداخيل أو في شقق ضيقة مزدحمة.  ها هي الشبيبة البحرينية التي ضاع مستقبلها المنظور بين أوهام الوعود و واقع الأزمات ، فأين لها بالتحصيل العلمي وقد سدّ الغلاء فسحة الأمل أو يكاد ، وشتّان بين أبناء الذوات و ( عيال الملحة )..بين الرفاهية والتعاسة .. بين الغنى والفقر.. بين القصور والأكواخ .. بين السيارات الفارهة والنقل العام.. بين التخمة والجوع .. وبين وبين . إن الخطر الداهم الناتج عن تكبير الهوّة الطبقيّة التي تفصل المتنعمين عن المستضعفين تزداد بأضطراد وبشكل مخيف. لكن الأمل الحقيقي في نهاية سعيدة وحلول جادة لمطاف الأزمات الخانقة ، منوط بوحدة مكونات شعبنا المتآخية وقواه الحيّة ، بعيداً عن الطائفية البغيضة والإثنية المتعصبة ، فالوحدة هي سلاح شعبنا الأمضى في الدفاع المستمر والصبور والثابت بصدق المطالبة بالحقوق المشروعة وبالوسائل السلمية المتاحة وصولاً إلى غدٍ أفضل وفجر يومٍ بهيج .
 
إضــــــــــاءة

نــحـن هـنــا …                             
  
نُـضيء أقــبـاسَ الـمـنى …
                          ويُُــزهـر الـلـيــلُ بــنـا…    
 
ونسلك الـطـريـقَ رغـمَ الشـوكِ والـقـتـامْ…
                                               لــنـبـلـغَ الـمـرامْ…
ونـخـلُـنـا يـفـيـقْ…
                      ويسـتـقي الـوئــامْ…
 
والـنـورسُ الـرفـيــقْ …
                         يعانـقُ الـقـلـوبَ بـالـسلامْ
 
خاص بالتقدمي