المنشور

ما الذي‮ ‬يغيظ في‮ ‬مؤتمر الحوار الوطني؟‮!‬

قلنا مرة انه ليس مطلوبا من مؤتمر مثل مؤتمر الحوار الوطني‮ ‬ينعقد لمدة‮ ‬يوم واحد أن‮ ‬يحل مشكلة في‮ ‬حجم مشكلة الطائفية التي‮ ‬تنخر في‮ ‬المجتمع،‮ ‬وليس من شأن كل مؤتمرات الدنيا التي‮ ‬تتصدى لقضايا كبرى أن تحلها خلال أيام أو ساعات انعقادها‮.‬ ما تفعله هذه المؤتمرات هو أنها تسلط الضوء على أبعاد القضية التي‮ ‬تدرسها وتسهم في‮ ‬خلق رأي‮ ‬عام حولها،‮ ‬وهذا ما أفلح مؤتمر الحوار الوطني‮ ‬الذي‮ ‬أقيم نهار السبت الفائت في‮ ‬تحقيقه بنجاح بشهادة كل المنصفين الذين حضروا المؤتمر أو تابعوا أعماله‮.‬ لكن هناك من‮ ‬يغيظه أن‮ ‬ينجح سواه فيما أخفق هو فيه،‮ ‬ففي‮ ‬جرة قلمٍ‮ ‬واحدة ألغيت جهود عدة جمعيات سياسية انهمكت في‮ ‬العمل المخلص وبصمت خلال الشهور الماضية،‮ ‬بعد أن عادت الروح إلى لجنة التنسيق بين الجمعيات السياسية بعد موتها،‮ ‬حيث انصرفت هذه الجمعيات بدأب ومثابرة في‮ ‬التحضير لهذا المؤتمر،‮ ‬ووضع محاور البحث التي‮ ‬كان عليه أن‮ ‬يناقشها،‮ ‬وأمنت حشداً‮ ‬فعالاً‮ ‬من الفعاليات السياسية والحقوقية والمهنية والإعلامية والبرلمانية في‮ ‬الجلسة العامة للمؤتمر وفي‮ ‬ورشه المتخصصة،‮ ‬وأتاحت لوجهات النظر المختلفة في‮ ‬المجتمع أن تعبر عن رأيها تجاه قضية الطائفية التي‮ ‬تشغل الجميع بمنتهى الشفافية والوضوح والصراحة‮.‬ ونفاجأ بعد نجاح المؤتمر والصدى المشرف الذي‮ ‬تركه في‮ ‬المجتمع وفي‮ ‬وسائل الإعلام ولدى الأوساط السياسية الشعبية والرسمية بمن‮ ‬يقول انه كان على المؤتمر أن‮ ‬يناقش قضايا أكثر حيوية‮.‬ فليكن‮! ‬لا مانع من مناقشة قضايا أكثر حيوية،‮ ‬لو تفضل المتفضلون وسموا لنا عنواناً‮ ‬واحداً‮ ‬يمكن أن‮ ‬يحظى بمثل هذا القبول والاجماع من كل القوى المشاركة في‮ ‬المؤتمر أكثر من موضوع الطائفية الذي‮ ‬اختارته لجنة التنسيق بين الجمعيات السياسية التي‮ ‬يتشرف المنبر التقدمي‮ ‬برئاستها في‮ ‬دورتها الراهنة ممثلا في‮ ‬د‮. ‬علي‮ ‬البقارة عضو مكتبنا السياسي‮ ‬ومسؤول اللجنة السياسية فيه‮.‬ ثم انه بودنا أن نسأل من‮ ‬يروا في‮ ‬نجاح مؤتمر الحوار الوطني‮ ‬فشلاً،‮ ‬فيطالبوا بتفعيل لجنة التنسيق بين الجمعيات السياسية،‮ ‬في‮ ‬أي‮ ‬سبات عميق هم نائمون،‮ ‬فمن الذي‮ ‬نظم المؤتمر وأشرف عليه ووجه الدعوات للمشاركين،‮ ‬وعقد سلسلة من اللقاءات مع الجهات المهنية بمن فيهم الجهات الرسمية والنيابية التي‮ ‬شاركت في‮ ‬المؤتمر،‮ ‬أليس هي‮ ‬لجنة التنسيق التي‮ ‬يطالب من‮ ‬يطالب بتفعيلها،‮ ‬وهم خير العالمين أن هذه اللجنة بعثت بعد موات بجهود المخلصين والمثابرين من ممثلي‮ ‬الجمعيات السياسية،‮ ‬الذين سيواصلون دأبهم في‮ ‬سبيل أن تحافظ على حيويتها بعد أن تنتقل رئاستها إلى جمعية أخرى تكريساً‮ ‬للممارسة الديمقراطية.

صحيفة الايام
3 ابريل 2008