المنشور

لا نعلم عنها إلا خيراً

الصناديق الخيرية التي‮ ‬عمت أرجاء مناطقنا،‮ ‬التي‮ ‬لا نعلم عن ظاهرها إلا خيراً،‮ ‬بل ونتعاطف في‮ ‬كل أمر تتعرض له،‮ ‬ولا تتقبله،‮ ‬ونقف ونصفق لها إذا ما عرضت لنا تقاريرها ومصروفاتها على المحتاجين‮.‬ في‮ ‬كل هذا الظاهر هو عمل جميل،‮ ‬نشد على‮ ‬يد من‮ ‬يقوم به،‮ ‬فأهل البحرين بكافة أطيافهم وصورهم مقدامين في‮ ‬العمل التطوعي‮ ‬ويشددون على التكافل الاجتماعي،‮ ‬ولكن هذا العمل بدأ‮ ‬يأخذ شكلا آخر،‮ ‬مخططا له وممنهجا من قبل بعض الفئات‮.‬ فبعض الصناديق الخيرية قبل ان تجتمع جمعياتها العمومية لانتخاب إدارة جديدة لها‮ ‬يتم التحشيد بطريقة فجة لإسقاط هذا المرشح وإنجاح‮ ‬غيره ليس لمعيار الكفاءة ولكن لحجج واهية كأن‮ ‬يقال ان لحيته لا تمثل الحد الشرعي،‮ ‬او ان مرجعيته الدينية ليس متوافق عليها،‮ ‬او انه لم‮ ‬يصوت للمرشح الفلاني‮ ‬الذي‮ ‬تم تزكيته من قبل تلك المؤسسة الدينية وكأن الصندوق الخيري‮ ‬ملكاً‮ ‬لطرف دون طرف‮.‬ المهم عندهم ان‮ ‬يكون أعضاء الصندوق الخيري‮ ‬من لون واحد وفكر واحد،‮ ‬فهل نلوم من‮ ‬يشكك في‮ ‬طريقة توزيع المساعدات الإنسانية،‮ ‬والخوف ان تعمم تجربة بعض الصناديق الخيرية في‮ ‬الانتخابات الماضية على الجميع ويكون عرفاً‮ ‬مقبولاً‮ ‬بدلاً‮ ‬من ان‮ ‬يكون مستنكراً،‮ ‬فالتوزيع‮ ‬يشمل الأسر التي‮ ‬تقف وتساند المرشح المزكى من قبلهم‮.‬ لا نريد أبدا ان‮ ‬يكون هناك تشديد من قبل الوزارات المعنية على العمل الخيري،‮ ‬ولكن ما نريده هو ان تكون الصناديق الخيرية شاملة للجميع،‮ ‬لا تقصي‮ ‬أحداً‮ ‬ولا تستهدف أحداً،‮ ‬ان‮ ‬يكون همها سد رمق الفقراء اياً‮ ‬كانوا،‮ ‬بغض النظر عن توجهاتهم الاديولوجية او الطائفية،‮ ‬لماذا‮ ‬يأخذ العمل الاجتماعي‮ ‬والخيري‮ ‬منحاً‮ “‬مطأفن‮”‬،‮ ‬فيكون في‮ ‬منطقة واحدة صندوقان خيريان وربما أكثر‮.‬ هل الدين‮ ‬يقول لا تشبع هذا الجائع لأن ثوبه قصير،‮ ‬ولا تكسو ذلك العريان لأن ثوبه طويل‮..‬ سئمنا من طرح مثل هذا النوع من المواضيع ولكن لا نستطيع ان نصمت على من‮ ‬يريد ان‮ ‬يجر النار الى مؤسسات المجتمع الخيرية‮.‬
 
صحيفة الايام
2 ابريل 2008