المنشور

الغلاء والعدس

تستمرفصول الكوميديا السوداء(المضحكة المبكية في آن)،فمن راسم للوحة كاركاتيريّة تظهر طبيباً يكتب وصفة علاجية لمريض بفقر الدم تتضمن التوصية بأخذ حبتين من الرز لثلاث مرات يومياً،الى ما كتبه الأخ عيسى الدرازي على موقع “التقدمي”بتاريخ 14 مارس 2008، بعنوان”يا فقراء البحرين عليكم بالعدس”،والذي قال في خاتمته”فمن أجل مصلحتكم يا فقراء البحرين عليكم بالعدس”. لكن مع اشد الأسف ،يتأكد جلياً خطأ الاقتراح المذكور،إذ كنت صباح يوم الإثنين 17مارس2008م في أسواق “لي مارش”بستره، وهالني ما رأيت من تفاوت الأسعار بين عشية وضحاها، والأنكى من ذلك، وهذا مربط الفرس، أنني تفحصت جيداً وبمرارة أسعار البقوليات والألبان والدجاج وأغلب المواد اللازمة للمعيشة من غير الكماليات طبعا، فقرأت قصاصات الورق  الملصقة التي تحمل التعريف بالأسعار، ورأيت فيما رأيت، سعر الكيلو غرام الواحد من العدس الهندي، وإذا بالورقة تشير إلى 800 فلس بحريني  بينما كان سعره قبل أشهر فقط 350 فلسا.

 ترى كيف تستطيع الغالبية العظمى من أبناء شعبنا،من المستضعفين والمسحوقين وذوي الدخل المحدود..كيف تستطيع هذه الأغلبية المتكاثرة- بعد أن إنضمت إليها بالتدريج شرائح عديدة ومتزايدة من الطبقة الوسطى – أن تلجأ مضطرة لأكل العدس كبديل رخيص ومتوفر للمواد الغذائية الأخرى الغالية؟ ولا غرابة أن نجد الفقير قريباً، وقدألجأته الحاجة لسد رمقه أن يطبخ مرقة البصل، ولكننا نخشى أيضا، أن يرتفع سعر البصل إلى الأعلى بشكل جنوني كبقية المواد الإستهلاكية، فنقوم بتقبيل من نحب بعد أن نقول له :- ما أزكى عطرك اليوم ..إنه كرائحة البصل !!! لقد توقف العديد من العوائل عن شرب الحليب، حيث إرتفعت أسعاره إلى حد غير مقبول، فخذ مثلا الحليب السائل ماركة “لونا”بعبوة 170 غرام ،فقد كان سعر 12 علبة في السابق 870 فلسا مع هدية مجانية تحتوي على ستة أكواب وصحونها، اما اليوم فسعر نفس العلب هو 1,780 د.ب. إن هناك العديد من الحلول، كما إقترح بعض الإقتصاديين والصحفيين، ومن جملتها، دعم السلع الضرورية للطبقات الفقيرة ومحدودة الدخل وإستيراد بدائل رخيصة وبمواصفات جيدة من مناشئ جديدة، وتنشيط التعاونيات للبيع بأسعار متهاودة، ومراقبة الأسعار وحماية المستهلك وقيام صناعات محلية بجلب الإستثمارات في هذا المجال الحيوي.

 أدعو بمحبة جميع الآلاف المؤلفة التي تعاني من ازمة الغلاء المستفحلة، أن تتناول من الآن فصاعداً، وحتى إشعار آخر، وصفة لمادة صناعية غذائية جديدة تحتوي على طعم العدس .. فعليكم ايها الفقراء بطعم العدس وليس العدس.


إضاءة 
أيهـا الـنـاس …لـقـد دُقَّ الـجـرسْ             وتـمـادى الـقـحـط والـغـيـث إنـحـبـسْ
زاد رأس الـمــال مـن أربــاحــه              وغـصـيـن الـعـيش بالـفـقـــر يــبـــسْ
وتـــغـالــى كــل شـــئ ســعــره              فـكــلـوا مـا طـاب مـن طـعــم العــدسْ
 
 
خاص بالتقدمي