المنشور

في الذكرى السادسة لاحتلال العراق… أرفعوا أصواتكم وأعلنوها أهلاً بالأسطول الخامس

توصلت جمعية رجال الأعمال البحرينية إلى “الأثر الباهر” لتواجد الأسطول البحري الأمريكي الخامس في المياه الإقليمية البحرينية، حين استضافت قائد الأسطول الخامس الأدميرال كيفن كوسجرايف في ندوة تناولت أثر تواجد القواعد العسكرية الأمريكية في البحرين على الاقتصاد البحريني، “الله ينور عليكم ياجماعة ويعطيكم العافية على هالندوة القيمة” التي تلامس نبض الشارع البحريني، كشف الأخوان في الجمعية للمجتمع البحريني إن مجمل المبالغ العائدة على الاقتصاد البحريني جراء تواجد القواعد العسكرية الأمريكية في البحرين تقدر بـ150 مليون دولار سنوياً. أما فيما يتعلق بأوجه صرف هذه المبالغ فأطمئنكم أنها تصرف غالباً على العقارات المكتظة في “فيغاس البحرين قلعة الجفير العتيدة” حيث يذهب ما يقدر ب62 مليون دولار لإيجار العقارات، فيما تكسب الفنادق البحرينية جراء هذا التواجد العظيم 11 مليون دولار سنوياً، أما باقي الميزانية فيهدرها الرفاق الأمريكان في مصاريف متنوعة غير مسجلة رسمياً لدى القاعدة الأمريكية (حانات، مومسات، مطاعم وجبات سريعة،إلخ)، مما يعني إن البحبوحة الاقتصادية التي يعيشها الشعب البحريني ناتجة بالأصل عن هذا التواجد البريء. الغريبة إن هذه الندوة أتت قبل أيام معدودة من الذكرى السادسة للحرب الأمريكية على العراق، وما دمنا لا نزال في لغة الأرقام لنذكر جماعتنه في جمعية رجال الأعمال فأن الذكرى تنفع المؤمنين، تقدر مصاريف الاحتلال الأمريكي بـ 257 مليون دولار يومياً في العراق، قتل لغاية الآن ما يقدر بـ4000 جندي أمريكي، وجرح 60000 آخرون، عدد القتلى العراقيين يقدر بـ700000 ضحية عراقية، أما عدد الضحايا الذين شتتوا في كل بقاع الأرض فبلغوا 4 ملايين عراقي. * أما نحن فننعم برغيد العيش نتيجة الأمن الاستراتيجي الذي توفره لنا القوات الأمريكية و الـ150 مليون دولار التي تدر علينا سنوياً، والتي تغنينا عن حقوقنا المنهوبة من مقدرات النفط، والمحسوبية، والفسادين الإداري والمالي. في تاريخنا المنظور أي خلال السنوات الخمسين الماضية منذ حرب التهجير التي أطلقها الهغانا بعيد قرار التقسيم عام 1948، مروراً بالعدوان الثلاثي في 1956، ثم حرب 1967 التي هشمت الجسم العربي، ووصولاً إلى حرب ثلاثة وسبعين – وإن صورتها البربغاندا العربية كانتصار للجيش المصري-، ثم إلى احتلال لبنان عام 1982، وبعدها العدوان الإسرائيلي على لبنان في 2006، في كل تلك المواقع يطل علينا جندي أمريكي، كل تلك الآلة العسكرية التي ذقنا على أثرها الويلات على مدى 50 عاماً ونيف تمول سنوياً بما يعادل 30 مليار دولار سنوياً*، هذا مع الأخذ بالاعتبار دور البطل المغوار جون بولتن ممثل الولايات المتحدة الدائم (السابق) في مجلس الأمن، ومن سبقه ومن تبعه من حماة المصالح الإستراتيجية الأمريكية الذين تصدوا لمئات القرارات الهادفة لإدانة الآلة الصهيونية الغاشمة. وبالعودة إلى الـ150 مليون دولار أمريكي نقول إن العم بوش في زيارته الأخيرة التي هدفت لتحذيرنا من محور الشر نجح في إبرام صفقة أسلحة مع دول الخليج تقدر بـ 30 مليار دولار* و تشمل من بين ما تشمل تحديث طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو السعودي، وبوارج حربية للأسطول البحري السعودي بالإضافة إلى قذائف موجهة بالأقمار الصناعية. ”أي مو أيقولك مد صفوي”، المد الصفوي الذي حرض لبنان لتقف في وجه الغول الصهيوني، والذي علم سوريا أن تقول لا لمشروعكم هو ذاته الذي حرض الشيعة على قتل باقي الطوائف في العراق!، إذ إن أصدقائنا الأمريكان ما جاءوا إلا ليحمونا أما الحديث عن التعذيب المفرط، وسماعات الأذن التي علقت على آذان حماتنا والتي كانت تحتوي على أغاني صاخبة تدعو الجنود الذين استدرجوا من أفقر المناطق الأمريكية إلى سحق العدو الغاشم، والعدو الغاشم في نظر ذلك المستدرج هو ذاته سواء كان معدماً في البصرة أو الحلة أم دكتاتوراً يقبع في قصور بغداد،  كل تلك الشواهد ليست سوى أسباباً هامشية لنكباتنا المتوالية، وبالتالي يصبح الحديث عن ضحايا الاحتلال الأمريكي للعراق موضوعاً هامشياً ما دام المهم ملئ كروشنا بالـ150 مليون دولار، وعليه أهلاً بالأسطول الخامس!.
 
*صحيفة القبس الكويتية
** موقع مشروع الأولويات الوطنية الأمريكي
*** صحيفة القبس الكويتية
* المصدر ذاته
 
خاص بالتقدمي