المنشور

في ذكرى أشدب

يصادف غدا السادس عشر من مارس الذكرى الرابعة والثلاثون لتأسيس إتحاد الشباب الديمقراطي البحراني “أشدب”، أثر اندماج كل من”شبيبة جبهة التحرير الوطني البحرانية” و”الإتحاد الوطني لطلبة البحرين في الداخل” وذلك عام 1974، ليعلن ميلاد أول تنظيم شبابي وطني تقدمي على الساحة البحرينية، وذلك بهدف تبني والدفاع عن حقوق وقضايا الشباب من طلبة وعمال. كان تأسيس “أشدب” إفراز طبيعي لحالة الحراك والوعي السياسي والاجتماعي والثقافي العام والسائد بين فئات المجتمع في تلك الفترة، حول قضايا الوطن والمواطن بعيدا عن أية أطروحات وإفرازات مذهبية وطائفية. تحل علينا هذه الذكرى هذا العام في وقت أمسى فيه الحراك الشبابي في البحرين – والمتمثل في الجمعيات والمراكز الشبابية – في وضع لا يحسد عليه. هذه الفترة يمكن أن نطلق عليها “اصطلاحا” فترة خمول تلت فترة الحماس والنشاط التي ترافقت مع بداية وانطلاقة المشروع الإصلاحي. هذا الخمول لا يستثني الحراك الشبابي داخل التيار الديمقراطي، والذي مازال عاجزا عن اخذ دوره الطبيعي في هذا المجال. وبلا شك، تجربة “أشدب” أثبتت أن الشباب الديمقراطي هو الوحيد القادر على توحيد الجسد الشبابي والذي بات مشتتا ومقسما – كأفراد وجماعات – بفعل إفرازات التنظيمات المذهبية والطائفية، والتي سمحت بدورها – الغير المباشر – لبروز فئة يمكن أن نطلق عليها فئة “المستقلين المتسلقين” والذين يسعون لتحقيق مصالحهم الشخصية والفردية على حساب المصلحة العامة. هذا وإن كانت هناك رغبة حقيقية – في الوقت الحالي – من قبل التنظيمات الشبابية المحسوبة على التيار الديمقراطي في انتشال الواقع الشبابي من هذا المستنقع الطائفي الذي وقعت فيه هذا بالإضافة إلى تحقيق ما اهو أفضل للشاب البحريني، فعليها أن تأخذ دورا رياديا في هذا المجال، وذلك بأن تكون لصيقة بهموم ومشاكل الشباب وأن تعيد النظر في أسلوب عملها “الموسمي المتقطع” وتستبدله بعمل “جماهيري مؤسساتي منظم” قائم على أفكار ورؤى واضحة، مطعّما بروح الإبداع والابتكار، والأهم من ذلك كله الابتعاد عن “شخصنة” المواقف ووجهات النظر. عسى أن تكون هذه انطلاقة جديدة إلى الشبيبة التقدمية، حتى يكون لها دورا فعالا على الصعيد الشبابي المحلي لتنطلق بعدها إلى الصعيدين الإقليمي والعالمي.
 
خاص بالتقدمي