المنشور

مؤتمر أحمد الذوادي

عقد المنبر التقدمي‮ ‬نهار الجمعة الفائت مؤتمرين،‮ ‬أحدهما استثنائي‮ ‬والثاني‮ ‬مؤتمر عادي،‮ ‬ناقش الأول بعض التعديلات المقترحة من قبل اللجنة المركزية على النظام الأساسي‮ ‬للمنبر على ضوء ما كشفت عنه التجربة التنظيمية السابقة،‮ ‬من أجل تجويد أداء المنبر وتعزيز الممارسة الديمقراطية ومبادئ الالتزام الحزبي‮ ‬في‮ ‬صفوفه وهيئاته القيادية والقاعدية،‮ ‬وأقر عددا من هذه التعديلات بينها تقليص مدة الدورة الانتخابية لهيئاته القيادية من ‮٤ ‬سنوات إلى ‮٣‬،‮ ‬وتخفيض قوام اللجنة المركزية إلى ‮٥٢ ‬عضواً‮.‬ أما المؤتمر العام الرابع فقد ناقش وأقر تقارير اللجنة المركزية ومكتبها السياسي،‮ ‬كما اقر الوثائق التي‮ ‬جرت مناقشتها باستفاضة في‮ ‬الورش التي‮ ‬نظمت لأعضاء المنبر،‮ ‬وشملت المحاور الفكرية والسياسية والتنظيمية وآليات العمل الجماهيري،‮ ‬حيث أدخلت تعديلات مهمة على المسودات الأولى لهذه الوثائق في‮ ‬ضوء ما قدم من أفكار من قبل أعضاء المنبر وكوادره،‮ ‬وكذلك من قبل بعض الشخصيات الوطنية من أصدقاء المنبر،‮ ‬التي‮ ‬ستشكل مرجعاً‮ ‬ومرشدَ‮ ‬عمل لنا في‮ ‬الفترة القادمة‮.‬ وقد حرص‮ “‬التقدميون‮” ‬على إطلاق اسم قائدهم الوطني‮ ‬الكبير،‮ ‬الأمين العام لجبهة التحرير الوطني‮ ‬البحرانية وأول رئيس للمنبر المناضل أحمد الذوادي‮ ‬الذي‮ ‬رحل عنهم،‮ ‬بعد انعقاد مؤتمر المنبر السابق العام،‮ ‬ليؤكدوا بذلك انه باق معهم بقوة المثال الذي‮ ‬تجسد في‮ ‬سيرته الكفاحية،‮ ‬وبالنهج السياسي‮ ‬الذي‮ ‬اختطه في‮ ‬الظروف المختلفة،‮ ‬بما في‮ ‬ذلك في‮ ‬الفترة التي‮ ‬تلت الانفراج السياسي‮ ‬والأمني‮ ‬الذي‮ ‬شهدته البحرين بعد تولي‮ ‬جلالة الملك لمقاليد الحكم‮.‬ وينبع الحرص على إطلاق اسم المناضل الذوادي‮ ‬على هذا المؤتمر،‮ ‬ليس فقط تخليداً‮ ‬لذكراه وتأكيداً‮ ‬لمكانته،‮ ‬وإنما أيضا صوناً‮ ‬للفكرة التي‮ ‬حرص عليها الراحل الكبير بأن‮ ‬يظل‮ “‬التقدمي‮” ‬موحداً‮ ‬وفعالاً،‮ ‬ففي‮ ‬ذلك وفاء لتضحيات أجيال كاملة من المناضلين الذي‮ ‬يعبر هذا التنظيم عن تيارهم الراسخ بجذوره في‮ ‬تربة هذا الوطن وفي‮ ‬وجدان شعبه‮.‬ إن التاريخ المجيد لهذا التيار صنعته تضحيات المئات من النساء والرجال الذين ناضلوا في‮ ‬صمت ونكران ذات،‮ ‬وهؤلاء الرجال والنساء المعتزون بدورهم وتاريخهم وتضحياتهم،‮ ‬يحفظون في‮ ‬صدورهم وقلوبهم معلومات ثمينة عن أدوارهم الكفاحية‮ ‬يفضلون أن تبقى أسرارا تعبيراً‮ ‬عن تواضعهم وتفانيهم‮.‬ حللت الوثائق التي‮ ‬أقرها مؤتمر‮ “‬التقدمي‮” ‬التعقيدات والصعوبات الكثيرة المحيطة بالعملية السياسية في‮ ‬البلاد،‮ ‬خاصة أمام اشتداد مخاطر التفتيت المذهبي‮ ‬والطائفي‮ ‬والعرقي‮ ‬التي‮ ‬استفحلت في‮ ‬الآونة الأخيرة،‮ ‬والتي‮ ‬باتت تشكل تهديداً‮ ‬خطراً‮ ‬للوحدة الوطنية لمجتمعنا،‮ ‬والتي‮ ‬شكل التمسك بها حجر الزاوية في‮ ‬مجمل نهج هذه الحركة‮.‬ وهذا‮ ‬يضع على عاتق التيار الديمقراطي‮ ‬مهمة التمسك بشعار الوحدة الوطنية،‮ ‬وأن‮ ‬يرفع رايتها في‮ ‬كل موقع،‮ ‬ردا على دعاوى الفرقة والتسعير الطائفي‮ ‬والعرقي‮ ‬التي‮ ‬تقف وراءها قوى لا تريد خيراً‮ ‬لهذا الوطن ولا لمستقبله،‮ ‬وتسعى لإفراغ‮ ‬العملية الإصلاحية من محتواها،‮ ‬وإغراق الوطن في‮ ‬صغائر الأمور بدل أن نتوجه جميعا نحو قضايانا الكبرى في‮ ‬البناء الديمقراطي‮ ‬والتنمية المستدامة المتوازنة،‮ ‬وفي‮ ‬تكريس المواطنة المتكافئة في‮ ‬الحقوق والواجبات‮.‬
 
صحيفة الايام
3 مارس 2008