المنشور

المنبر الديمقراطي التقدمي ودور نشرته “التقدمي”

جاءت دعوة المنبر الديمقراطي التقدمي للعديد من الجمعيات والشخصيات الوطنية إلى حضور الاحتفال الذي أقامه المنبر مساء يوم الأحد بتاريخ 27 يناير 2008م بمناسبة مرور خمس سنوات على صدور النشرة الشهرية “التقدمي” مبعث فخر أعضاء المنبر الديمقراطي، بقدر اعتزاز مؤسسات المجتمع المدني، والمهتمين من طلائع الإنتلجنسيا الوطنية من أصحاب الرأي والضمير والقلم، وبحسب ما جاءت مفاهيم هذه الدعوة مبعث إكبار للمناضلين الوطنيين ذوي الانتماءات الحزبية التقدمية والمستنيرة. ولكون هذا الاحتفال الذي أقامه المنبر الديمقراطي التقدمي قد انسجمت حقائقه وتداعياته، مع تلك الانجازات الإبداعية الفكرية والسياسية والمبدئية، والمكتسبات الأدبية والثقافية والاجتماعية، وما تمخض عن تلك الحصيلة من الانجازات والمكتسبات من تطور (نشرة المنبر) كنشرة لتنظيم سياسي بدأت من صفحتين في بداية “مشوارها” الوطني، ما قبل خمسة أعوام، حتى وصلت في وقتنا الراهن إلى أكثر من (32) صفحة. إن هذا التطور النوعي بارتقائه الفكري والأيديولوجي، وتجليه السياسي والاجتماعي يعود بالأساس وبالدرجة الأولى إلى النتاجات الفكرية والإبداعات الذهنية لأعضاء وكوادر ورفاق المنبر الديمقراطي التقدمي، ومناصريه وأصدقائه.. وما يترتب على طرح قضايا وآراء وفِكَر ودراسات، تعبر عن الانتماءين الحزبي التقدمي والجماهيري الشعبي، وقضايا الشأن العام التي تهم المواطن من حقوق سياسية واقتصادية واجتماعية ومدنية، في ظل المحاولات الحثيثة من أجل النهوض بالمشروع الإصلاحي، بكلمة النقد البناءة الايجابية سواء للسلطة التنفيذية أو للسلطة التشريعية، فضلاً عن تراجم قضايا فلسفية وموضوعات أدبية. لعل ما تزخر به صفحات نشرة المنبر التقدمي، هو تدوين محاضر الندوات والمؤتمرات واللقاءات سواء التي يحييها المنبر أم الجمعيات السياسية الأخرى.. ناهيك عن كتابة مذكرات مناضلي جبهة التحرير الوطني البحرينية.. مناضلي المنبر الديمقراطي التقدمي، من أجل تدوين حقائق معاناتهم وأوجاعهم الحياتية.. وتداعيات أحلامهم وطموحاتهم الوطنية.. ومبادئ تراكمية خبراتهم وتجاربهم النضالية.. ومن ثم إعطاء صورة واضحة الجلاء، جلية المعالم والأبعاد، بجوهر هذه المذكرات للأجيال الراهنة والأجيال القادمة، بل الأجيال المتعاقبة. إنه من الأهمية بمكان القول: إن كُتاب نشرة المنبر الديمقراطي التقدمي، تمتاز كتاباتهم بالنضج الفكري والوعيين السياسي والاجتماعي، بقدر ما يتمتعون بالخلفية الوطنية والتجارب النضالية عبر عقود من الزمان.. وبالتالي تألق هؤلاء الكُتاب.. هؤلاء المناضلون بمواقفهم الوطنية والمبدئية التي من خلالها أكدوا تجلي إرادتهم وترسيخ عزائمهم «في فترة تمتحن فيها نفوس الرجال« حسب تعبير المناضل (توم بين).. مثلما تبؤأوا بنهجهم وفكرهم قمة العطاءات الإبداعية الفكرية والسياسية والأدبية، حينما خُطت أقلامهم الحرة تلك الكلمة “الجريئة”، لتجد طريقها المنشود إلى أذهان القراء.. تلك الكلمة بدلالاتها ومغازيها، قد وجدت صداها في فِكَر المجتمع، وتجاوباً في قلوب الآخرين من الناس البسطاء.. هذه الكلمة الشريفة تجسد دعوة هؤلاء الكُتاب الوطنيين إلى ما يسعون إليه من تطوير المجتمع البحريني وتوسيع سقف الحريات العامة (الحرية السياسية والعدالة الاجتماعية) وترسيخ المفاهيم الديمقراطية ومبدأ التعددية، ومفاهيم مؤسسات المجتمع المدني، ودولة المؤسسات والقانون، بقدر السعي إلى تطوير المرحلة التاريخية للمجتمع البحريني. في ضوء هذه الكلمة الصادقة، فإن صاحبها، هذا المثقف أو ذاك المثقف الآخر، الذي تجشم عناءها وأعباءها، قد خرج في نهاية المطاف بحصيلة وطنية واجتماعية ومبدئية، عكست بماهيتها، تلك الأحلام المجتمعية والأهداف الجماهيرية ما تستنطقه وتسائله وتستجلي منه الرد إزاء مدى ثمرات مكتسباتها وطموحاتها وأهدافها، بحسب ما تخاطبه بأن مطالبها وحقوقها، هي أمانة تاريخية قد أنيطت بأعناق هذا المثقف.. وخاصة أن هذا المثقف هو المثقف السياسي والحزبي الذي يمثل المعارضة الوطنية التقدمية والمستنيرة التي رفعت لواء أهداف الشعب، وناضلت من أجله، وقدمت الغالي والنفيس من التضحيات الوطنية والتاريخية والمبدئية في سبيل حرياته وسيادته وحقوقه وكرامته الإنسانية. في نهاية المطاف نفخر بالقول: إن ما تقوم به هيئة التحرير لنشرة (التقدمي) للمنبر الديمقراطي ومن ضمنها اللجنة الإعلامية من فعاليات ثقافية وجماهيرية ونشاطات سياسية وفكرية، بأعضائها وكوادرها، وعلى رأسهم الأستاذ فاضل الحليبي، رئيس اللجنة الإعلامية، والأستاذ يعقوب الماجد، المخرج الفني لنشرة المنبر، والأستاذة وجيهة العريض، سكرتيرة المنبر الديمقراطي التقدمي، قد يستحقون الإشادة والثناء، والدعم والمساندة.. بقدر ما يظل الطاقم الإعلامي لنشرة المحرق للمنبر الديمقراطي التقدمي، مبعث فخر أعضاء المنبر، وعلى رأس هذا الطاقم الأستاذ فهد المضحكي الذي بعصارة تفكيره وخلاصة إبداعاته وعطاءاته لم يدخر جهداً إلا وبذله من أجل تطوير نشرة المحرق، منذ إصدارها قبل أربعة أعوام تقريباً.. فتحية إكبار لهؤلاء المناضلين.. مناضلي المنبر الديمقراطي التقدمي بأقلامهم الحرة، وأفكارهم المستنيرة، ومواقفهم الوطنية والتاريخية والمبدئية، التي يستنهض المجتمع إرادته وعزائمه من معين حكمة دلالاتها، ونزاهة مواقفها، ومصداقية إرادتها، بقدر ما يسترشد الشعب طريقه من أوارها المضيء في سماء الحرية بكل ما تحمله الكلمة من معاني النضال المقدس.
 
صحيفة أخبار الخليج
15 فبراير 2008